الأربعاء، 16 يوليو 2014

دعارة وعنف وتفاهة !

نشرفي جريدة الآسبوع 14يوليو2014
دعارة وعنف وتفاهة !

كأننا فى سينما تجارية تبحث عن شباك التذاكر وتغذية غرائز دونية للجمهور !تأتى دراما رمضان مسمومة قاتلة ونرصد :
 زيادة فى جرعة العرى والعنف والتفاهة .!
إبتعاد أكثر من 98% من الأعمال عن قضايا وهموم الناس .!
غياب ثورة 25 يناير – 30 يونيو من أى تناول درامى!
تزييف وأخطاء تاريخية فادحة فى مسلسلات الدراما التاريخية !
غياب المسلسل التاريخى الإسلامى !
برامج الكاميرا الخفية السمجة والعنيفة التى يخدع الضيوف فيها الجمهور ويدعون وقوعوهم فى فخ!
نشاهد فقرات إعلانية مطولة تتخللها فقرات درامية !والإعلأنات نفسها سخيفة مكررة ووقحة ! ما علاقة إعلان عن بنك مصرى بملابس الأيرلنديين !وكيف تصبح الملابس الداخلية مصدر غيرة من الزوجة ! إعلانات تسخر من الصيام و تصور الصائم غائب عن الوعى! وأخر يشجعك على التلصص على عورات الجيران! والحل أن تشترى شالية فى منتجع سياحى على البحر !هذا عن شهور الصيف فماذا عن بقية العام ؟وكم مواطن يقدر على شراء شالية ؟ وما هذه الكثافة فى إعلانات الكومبوند والشاليهات الفخمة التى لو شاهدها سائح لظن الشعب المصرى شعبا من الأثرياء ولكنه سيصدم بعد لحظات بسيل من إعلانات التبرع لكل شىء! ..ولأخذ زكاتك فى رمضان !! ثم لماذا لا تعلن تلك الجمعيات عن أوجه صرف التبرعات ؟وهل تراقب الدولة هذه الجمعيات ؟ ثم هناك التبرع من أجل مصر ؟ وهل يمكن أن ينهض إقتصاد دولة بالتبرعات  ؟
(سراى عابدين)  سيرة ذاتية لعلاقات الخديوى (الجنسية ) فالقصر كله مسخر من أجل متعه الحسية !ما هى القضية المطروحة ؟ لا يوجد ! ومسلسل (كلام على ورق ) هو تأريخ سطحى لحياة مجموعة داعرات يعيشن فى لبنان !مع سيطرة عصابات قاتلة عليهن ؟ القواد يشرح لمطلقة فى طريقها للسقوط أنها أخطات عندما أقامت علاقات مجانية مع خطيبها وحبيبها ! ويشرح لها الثروة التى ضاعت منها بالدولارات ! ثم نرى الداعرات يعيشن فى فيلات وقصور ويمتلكن أحدث السيارات! ما المعنى ؟ هل يخدم المسلسل مافيا الدعارة الدولية ؟ويشجع ملايين الفتيات المحرومات على الدعارة ؟
مسلسل (صاحب السعادة ) ..يقدم وزير الداخلية رجلا منضبطا ينقل زوجته (اللواء) بسبب خطأ فهو لا يعرف المجاملات ويعيش تحت ضغط دائم وأبنه ضابط شرطة (جدع وحبيب وبيه! ) وما هو الهدف ؟ إصلاح العلاقة بين الشرطة والمواطن ؟  كان يمكن تحقيق ذلك بتقديم بطولات وتضحيات رجال الشرطة وإستشهادهم فى معركة الوطن ضد الإرهاب ..ولكنه الإستسهال والسطحية ! ..
مليارات صرفت على سيل من الأعمال الدرامية ربما تجاوز الخمسين مسلسلا بلا عائد أو فائدة حقيقية للمتلقى وبإنفصال كامل عن المشاهد وهمومه وأحلامه ...هى مخدرات قاتلة تحوى نفس تركيبة الفيلم التجارى الرخيص ...رقصات عرى عنف وأغانى .. ولكن البيوت لها حرمة وأداب دخول درامية يجب أن تتبع وهى لا تخضع لمنطق الشباك الردىء !
يلفت الإنتباه الإفراط الشديد فى إستخدام كلمة (نجم ) مع ممثلين شباب ربما يكون هذا هو العمل الثانى أو الثالث له ! فأذا كان هذا الشاب نجما ..فماذا نسمى عادل أمام والفخرانى وليلى علوى ويسرا
أو حتى نجوم الصف الثانى ؟ !!ما هذا الإفساد المبكر لشباب الفنانيين ! ..
الموضوعات مكررة ومعادة وتجارية مستهلكة بل أن الممثلين بعضهم لم يخرج من عباءة الدور الذى قدمه العام الماضى وبعضهم لم يخرج من (كاركتر) قديم  رسمه لنفسه فى السينما وصار سجينا له ...مثلا نرى (اللنبى) مرتديا زى سيدة قبيحة تقول بالحرف الواحد فى السجن ( أنا أتلعب فيا  !!) وتتكرر العبارة القذرة فى إعادة يومية للبرومو!!
بينما يسىء أحمد مكى لعلاقاتنا بدولة (تنزانيا ) وهى إحدى دول حوض النيل عندما يقدم شعب تنزانيا كمجموعة بدائيين همجيين يعيشون فى الأدغال ويأكلون لحوم البشر ! وبعد أن يتناول طعام لرجل منهم ..يسب شعب تنزانيا قائلا يا كفرة ! ..هذا يقال عن شعب تنزانيا صاحب الأغلبية المسلمة الذين يغلقون محالهم طوعا ودون إجبار ليذهبوا للصلاة ! هذه الدولة الهامة للأمن القومى المصرى يسخر منها مكى ومن كتب له هذه الترهات !فالمؤلف لم يجهد نفسه حتى ليعرف عن طريق جوجل أى معلومة عن هذه الدولة المسلمة ! هكذا ندمر علاقاتنا الدبلوماسية ونأزم علاقتنا بدولة صديقة من أجل قفشات رخيصة مبتذلة !!
غياب قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الدرامى عن الإنتاج أمر مريب وخطير .ومعناه غياب للمضمون فيما يقدم!
الدراما فن خطير ومكلف فأذا لم يكن لديكم يا  صناع الدراما ما يستحق أن يقدم فلتصمتوا أفضل لكم  ولنا  ..أو قدموا نفاياتكم فى دور العرض الرخيص ولكن لا تسمموا أفكار ووجدان ووعى الجماهير ....نحتاج لجنة من المثقفين لإجازة نصوص هذه الأعمال ومنع الإنحطاط الدرامى المخطط .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق