نشر في جريدة الاسبوع 9 يونيو2014
ملف الإعلام
ميثاق شرف إعلامى أصبح ضرورة لضبط الإداء الإعلامى فى الإعلام المملوك
للدولة والإعلام الخاص الذى يمكن رصد العديد من التجاوزات فى أدائه ..فلاشك أنه
لعب دورا بارزا فى كشف مخططات تنظيم الإخوان الإرهابى وكشف عوراتهم وأسهم فى
إسقاطهم ...ولكن الإعلام الخاص فى النهاية يعبر عن رؤى وسياسات ملاكه من طبقة رجال
الأعمال وسيبقى أسير هذه المصالح ...وهنا مكمن الخطر فالرئيس مطالب بتحقيق عدالة
إجتماعية لن تتحقق دون فرض ضرائب على رجال الأعمال وتحديدا للحدين الأدنى والأقصى وتبنى جملة سياسات
منحازة للطبقة الفقيرة والوسطى !وهذا سيتعارض بالضرورة مع مصالح طبقة رجال الأعمال
وقد شاهدت حلقة طويلة فى أحدى هذه القنوات ترفض فيها مقدمة البرنامج مع ضيفها
الوفدى فرض ضرائب تصاعدية ووضع الحدين الأدنى والأقصى بل وتهدد بأن ذلك سيحدث
كارثة إقتصادية !والحقيقة أن مقدمة البرنامج كانت تدافع عن مصالحها بإعتبارها هى
وعائلتها من ملاك القنوات الخاصة وهذا أمر لن تتحرر منه تلك القنوات وهنا يبرز دور
التليفزيون المصرى المفترض أنه مملوك للشعب بكل قنواته وإذاعاته فى تقديم تعبير
حقيقى عن كل طوائف وقطاعات وطبقات المجتمع وهذا يتطلب تغييرا فى هيكل ماسبيرو
بالكامل بحيث يتم تفعيل الدستور بإلغاء وزارة الإعلام وإنشاء هيئة مستقلة منتخبة
من أعضاء مجلس النواب ومن خبراء الإعلام تكون مهمتها إدارة هذا الكيان بما يحقق
أهداف الثورة ويعبر عن أمال وقضايا الغالبية العظمى من الشعب..وهذا بدوره يتطلب من
هذه الهيئة تقديم مشروع لتطوير القنوات وإلغاء القوانيين الفاسدة التى تنظم العمل
والتى سمحت بوصول قيادات غير مؤهلة وبصرف ميزانيات برامج بالملايين دون تحقيق أى
عائد أدبى أو مادى وهذا سيتطلب إلغاء العديد من الوظائف والإدارات الوهمية
والمستشاريين الوهميين ..مما سيوفر ملايين الجنيهات المهدرة وسيفتح أبواب الأمل
أمام قبول الشباب للعمل والتعيين بماسبيرو بعدما توقف هذا تماما ...التليفزيون
المصرى وحده القادر على التعبير عن هذه الطبقات المهمشة إعلاميا فى إعلامنا الخاص
...كما يرتبط الأمر بفكرة أن التليفزيون هو المنوط به التعبير عن قضايا الوطن
بجدية ووعى وستعلق عليه آمال فى لعب دورا تنويريا لمكافحة الإرهاب والتصدى للأفكار
المريضة التى تغذت على بؤس المجتمع ويأس المواطن طوال سنوات مبارك العقيمة .
القنوات الدعوية الخاصة تحولت إلى
قنوات تحريضية لحرق الوطن وتحقيق أجندة تنظيم الإخوان الدولى وهذا يتطلب أنشاء
قناة خاصة بالأزهر الشريف تقدم الدين الإسلامى الصحيح ..كما أن وضع ضوابط للبرامج
الساخرة التى تتعمد الإساءة للمؤسسات الوطنية وللقامات الوطنية أمرا هاما ..لأننا
يمكن أن نتقبل نقدا ساخرا لأداء مسئول سياسى ..ولكن كيف نتقبل سخرية من مؤسسة
القوات المسلحة ! وكيف نسخر من زى الجندية الذى هو شرف لمصر كلها ! وكيف نتقبل
سخرية بإلفاظ خارجة !وكيف نتقبل السخرية من القامات الوطنية التى تدافع عن دولة
المؤسسات فقط لأنهم ينحازون للوطن !أن وضع ضوابط أمرا ضروريا ..ولكن الأهم هو
النهوض بالتليفزيون المصرى بحيث يصبح هو المرجعية الأصدق بالنسبة للمواطن .....أن
المعادلة تتطلب مزيدا من الحرية المسئولة تحت مظلة ميثاق شرف وتحت مظلة سيادة
القانون ...لا يمكن ترك الساحة للإعلام الخاص سواء الفضائيات الخاصة أو الصحافة
الخاصة ...لابد أن تفعل إدارات الإنتاج الدرامى فى ماسبيرو وتفعيل إدارات الإعلان
والتسويق ..وجذب الإعلانات فى ماسبيرو والصحافة القومية ...بهذا الشكل التنافسى
الشريف مع تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى وإعادة هيكلة وزارة الإعلام وإنشاء هيئة
مستقلة لإدارة شئون الإعلام وتحقيق إستقلال إقتصادى لإعلام الشعب تيلفزيونا وصحافة
وبخلق تنافس شريف بين إعلام مملوك للشعب وإعلام مملوك لرجال الإعمال ...هذا هو
الحل فى تقديرى للنهوض بملف الإعلام .
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق