الأحد، 13 أبريل 2014

أيها الفقراء المخدوعون


أيها الفقراء المخدوعون

13-4-2014 | 14:13
طباعه
 G+0  4  0  3
طارق عبد الفتاح
أيها المخدوعون ..من كل الحكام والأنظمة لا تصدقونا ......فغدكم كاليوم كالبارحة .........نكذب عليكم بأسم الشيوعية وبإسم العدالة والإشتراكية  بإسم الخطة الخمسية !وبإسم الرأسمالية .. نكذب عليكم بإسم الدين ! نعدكم بالكثير ..والحقيقة أنكم ستظلون فقراء ..نكتب عنكم الأشعار ..ونؤلف الروايات ونعقد آلاف الندوات ..وننتج أفلاما سينمائية عن الحب الذى يقهر الفقر ..وعن سخف الحواجز  الطبقية ..ولكننا بالـتأكيد نفضل الزواج من غنى أو ثرية !! أيها الفقراء لا تنتظروا عدلا يأتيكم منا ..ستأخذون منا صدقات أو فتات أو بضع كلمات ...والحقيقة أننا أصلا نكره رؤياكم ..فوجودكم يلوث الشوارع والميادين ومنازلكم من صفيح وطين حقير ..وأنتم تزحمون الدنيا ..وتفسدون حياتنا بوجودكم !..وإستمراركم فى الحياة يحمل إدانة لنا لا نتحملها ....ثم أنكم مسؤلون عن فقركم لأنكم خبثاء كسالى لا تعملون ولا تريدون أن تتعلموا وتكافحوا مثلنا ومثل أجدادنا الأوائل .
أنتم أيضا علينا حاقدون وبنعمتنا كافرون ..ثم إن مناظركم قبيحة وأنت لا تفهمون فن الاوبرا والبالية ..وتنتظرون أن تهبط الثروات عليكم وأنتم هاجعون ! أنتم وحدكم الملومون ..ولا أريدكم أن تصدقوا ما نفعله من أجلكم ..لأننا  حقيقة نفعله من أجلنا نحن ! نحن ببساطة نذكركم لكى نشعر بإنسانيتنا ..ولنؤكد لأنفسنا أننا لسنا وحوشا آدمية ...ولكننا فى قرارة أنفسنا ندرك أن تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة والإشتراكية والشيوعية ..ستضر كثيرا بمصالحنا ..وعندما ننادى بها فنحن ننادى بها لإننا نعلم أنها لن تتحقق ! وعندما نرفع شعار أن الإسلام يلزمنا بتحقيق العدل ..فنحن نعنى بهذا أن نخرج بعضا من الزكاة قليل جدا منها ...فنحن نعرف مقولة ( ما جاع فقير الإ مما متع به غنى ) ولكننا لا نريدكم أنتم أن تصدقوها ! ونحن نرفضها ..حتى لا تهرب رؤوس الأموال وحتى نشجع المستثمرين ! ونحن نعرف هذا الحديث ( عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يشهر للناس سيفه ) ولكننا لدينا جنودا مجندين منكم أنتم أيها الفقراء لحماية ثرواتنا ولردع من تسول له نفسه أن يرفع حتى يده محتجا ! ..لن نسمح بالفوضى وبالأحقاد الإجتماعية لقد تعبنا وآبائنا واجدادنا فى تكوين ثرواتنا ..ولن نسمح لسفهاء مثلكم بإسم شعارات جوفاء ترتدى عباءة الدين تارة وتلتحف بالشيوعية تارة أخرى أن تأتوا لتقتسموا معنا ما ورثناه ! هيهات أيها المخدعون ! ...ونعرف حديثا شريفا أخر عن أن الناس شركاء فى ثلاث الماء والكلاء والنار .....ولكن لا تظنوا أنفسكم اذكياء ..سنشرككم فقط فى النار وسنتركها تحرق حقدكم الدفين لنا وتطهركم !
نحن نحاول التخلص منكم بطرق شتى وأنتم تصرون على حياة بائسة مؤلمة لا معنى لها ...نترككم فى السيول وأمام شتى الكوارث الطبيعية ومع ذلك تنجون بحياتكم ..نرميكم فى سفن مهترئة تغرق بكم ولكن نسبة كبيرة تنجو بحياتها ..نضعكم فى قطارات متآكلة تحترقون بداخلها ..نترككم بلا رعاية طبية فتكلفة العلاج كبيرة ومع ذلك ينجو بعضكم ..نضعكم فى مساكن غير صحية لا يدخلها الهواء والشمس ..نحاول التخلص منكم بكل الطرق رغم شعارتنا الكاذبة عن دفاعنا عنكم ...نقذف بكم فى الصفوف الأمامية لكل حروبنا مع العدو الصهيونى ..نبنى بكم حضارات شتى من الحضارة المصرية القديمة بإهراماتها الكثيرة إلى مسلاتها إلى حضارات أخرى ..نجبركم على حفر قناة السويس بإظافركم نضعكم أيضا فى الصفوف الأولى لقوات الأمن ونقمع بشهدائكم المطحونيين محاولات بعضكم للقيام بثورات وإحداث تغيير إجتماعى ..نرشوكم فى كافة الإنتخابات بأكياس من السكر وزجاجات من الزيت !وتقبلون من شدة الحرمان والجهل ..ونسرق بأكياس الذرة غدكم المأمول الذى لن يأتى أبدا ....أنتم زاد رائع لدعايتنا الإنتخابية ولكن لا تحلموا بأن تشاركوا فى حكم البلاد ..فهذه البلاد نتوارثها أيضا بكل خيراتها ومناصبها ..وهى ملك لعائلاتنا وأجدادنا ...ورغم أننا نتخلص منكم يوميا بأشكال متنوعة مازلتم تتكاثرون وتصرون على البقاء بيننا عبيدا خدما مقهورين فى حياة لا تطاق ...نقتلكم بإخطاء أطبائنا ..ونشترى منكم أعضاء أجسامكم لننقذ مرضانا ! تعملون خدما وعمالا وفلاحين وحرفيين فقط لخدمتنا .. ومع ذلك مازلتم
تصدقون أننا ندافع عنكم وأننا فى طريقنا لبناء مجتمع العدالة الإجتماعية !! يالكم من بؤساء ...نحن حتى عندما نقيم المظاهرات من أجلكم .نحن نلعب سياسة ليس أكثر ولا أقل....!!
نتحدث عنكم شعرا أو فنا أو إبداعا ....نعم لكى نغسل ضمائرنا لا أكثر !...لا تصدقوا من يتحدث عنكم بإسم الثورة أو بإسم الحكومة بالطبع ..أو بإسم العدالة أو بإسم الإشتراكيية أو الشيوعية ..أو بإسم الدين ! أنا لست متأكدا حتى من أنكم ستدخلون الجنة فقط لكونكم فقراء ! وأظن أنها أحد الحيل التى إبتلعتموها منا كى نلهيكم عن أى مطالب فى الدنيا !.....أيها الفقراء لا أمل أمامكم ...فنحن جميعا نخدعكم ...بما فيهم كاتب هذا المقال .
--------------------
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق