الجمعة، 26 يوليو 2013

السيسى والدراما والثورة

السيسى والدراما والثورة

المؤامرة الأمريكية الصهيونية الإخوانية لتدمير مصر وجيشها فشلت ! الأمريكان يتخبطون الأن فبعد المليارات التى صرفوها على نظام الإخوان الكنز الإستراتيجى الجديد لأمن إسرائيل أسقط الشعب هذا النظام بعد عام واحد فظهرت دعاوى من قبيل إنقلاب عسكرى ! وقف المساعدات ! تأجيل وصول الطائرات ! أبوكم السقامات ! وخلافه ...أمريكا راعية الإرهاب فى العالم التى خلقت ظاهرة بن لادن والقاعدة والتى أبادت الهنود الحمر وأستعبدت زنوج العالم وقتلت الأطفال والمدنيين فى فيتنام والقت القنابل النووية على اليابان والتى مزقت العراق وأفغانستان وقسمت السودان ودمرت سوريا وساندت الصهيونية العالمية وساندت كل أنواع الديكتاتوريات فى العالم تتحدث عن الحريات والديمقراطية ! منتهى الفجر ! هل من حق شعوب العالم تقديم الولايات المتحدة وإسرائيل وساستهم للمحكمة الجنائية الدولية أم أن القانون الدولى يخدم مصالح الأقوياء فقط !
هل يمكن أن نقاضى رئيس الوزراء البريطانى لتأكيده على أن الأمن القومى أهم من حقوق الإنسان ! ترى ماذا سيفعل أوباما أذا تم إستهداف بعض المواقع العسكرية الأمريكية بالسلاح من مواطنيين أمريكيين ! ...الوقاحة الدولية لا حدود لها وتورط إدارة أوباما فى صفقات قذرة مع نظام مرسى هى سر بحثهم الدؤوب عن مكان إقامته ليس لدوافع تتعلق بالإنسانية والديمقراطية ولكن لتصفيته جسديا وإخفاء ملفات التعاون معه والتى ستطيح بإدارة أوباما وتفضحه تماما .
وقف السيسى بشموخ ليؤكد على أن مؤامرة تفكيك الجيش مستحيلة والحقيقة أن مصر لا تواجه عصابة الإخوان وحدها ولكنها تواجه ضغوط إدارة أوباما المتصهينة وبعض الدوائر الغربية وهذا يفسر عدم كشف أسرار كثيرة تتعلق بتورط مرسى وتورط أوباما نفسه ...أتصور أن السيسى يمسك بها كأوراق لعب بمهارة لاعب البوكر الذى لا تلمح فى تعبيرات وجهه ماهية الأوراق التى يمتلكها ..كما كان يستمع لخطابات المعزول الأخيرة وعلى وجهه تعبير يسمونه (البوكر فاس ) ! أى الوجه الذى لا يمكنك أن تلتقط من ملامحه وتعبيراته  حقيقة مشاعره ! ...نظارة السيسى السوداء فى خطابه الأخير أربكت مراكز الإستخبارات وتحليل المضمون ولغة الوجه والجسد الموجودة فى أجهزة المخابرات العالمية !
من الله على مصر برجل يتناسب وطبيعة المرحلة الملتبسة الخطيرة التى تمر بها مصر ..فلم يمنحنا عبد الناصر أخر بكل وطنيته وقوته ووضوحه وصرامته ولم يمنحنا السادات بدهائه وتقلباته ولا مبارك بسلبيته وتبعيته وهدوئه الزائد ! ولكنه منحنا قائدا وطنيا وداهية سياسى ورجل ثابت وهادىء هو مزيج من الصفات الإيجابية لعدة زعماء مجتمعين ولا ننسى أنه كان متهما منذ وقت قريب بأنه إخوانيا !
ما يحدث فى المشهد السياسى ككل يؤكد أيضا على أن الواقع المصرى منذ 25ثورة  يناير بكل موجاتها وإنكساراتها وحتى الأن فاق خيال كل فنان وإنسان ..وأصبحت دراما المشهد السياسى الثورى أكثر أثارة وخيالا ....فأنت أمام شعب مبدع خلاق مبتكر مثلا أعاد الثورة لمسارها بورقة هى ورقة تمرد ! وخرج بالملايين ليغير قواعد ثابته فاسدة فى أعتى النظم الديمقراطية وليؤكد أن الشرعية للشعب وللثورة ويملك أن يسحبها وقتما شاء وليست لعبة صناديق .
فى دراما رمضان المتلفزة مسلسل (ذات ) الذى يؤرخ لمصر من عهد ناصر وحتى الأن .. عمل يستحق جائزة إكتمال عناصر العمل الفنى ..و(الداعية)  الذى يتناول ثورة يناير وتطوراتها من خلال فضح المتاجرين بالدين ...ولكن أغلب الأعمال الدرامية الأخرى تأخذ المشاهد إلى عوالم وهمية تماما كما تفعل المخدرات بعقل الإنسان فتسلبه وعيه وتتركه أسير الضياع والوهم والإرهاق والإنفصال عن الواقع ! لهذا لم أندهش لدعوة إيقاف المسلسلات يوم الجمعة 26 لضمان حشدا جماهيريا ضخما لتأييد الجيش فى حربه ضد الإرهاب فهذه النوعية من الدراما بها سم قاتل !...الواقع صار أكثر درامية من الفن ! وهذا تحدى رهيب أمام أى فنان فى الفترة القادمة .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق