الإعلام الأمنى !
8-5-2013 | 15:26
1 1 0 Google +0 0
بقلم : طارق عبد الفتاح
ورد هذا التعبير على لسان اللواء عبد اللطيف البدينى مساعد وزير الداخلية السابق فى حوار صحفى أجريته معه للمشهد كشف فيه أن عددا كبيرا من الإعلاميين المعروفين كانوا ولا يزالون يتعاونون مع الداخلية وجهاز مباحث أمن الدولة السابق والأمن الوطنى الحالى ! وتقاضوا أجورا ورواتب شهرية من بنود سرية ونثرية بالداخلية !
ثم كشف فيلم تسجيلى للنيل للأخبارعن تعبير ( مذيعو الهواء الأمن) وهى قائمة معتمدة من مباحث أمن الدولة بأسماء المذيعين الموثوق بظهورهم على الهواء فى التليفزيون المصرى وقت الأزمات والأحداث الخطيرة !
وكشفت الوثائق المتسربة من إقتحام جهاز مباحث أمن الدولة أسماء المتعاونين مع جهاز مباحث أمن الدولة من رؤوساء تحرير صحف قومية وحزبية ومقدمى برامج وغيرهم !
الإعلام الأمنى هو الأصل !…. نجح صفوت الشريف ضابط المخابرات السابق و تلميذ صلاح نصر النجيب! فى ترسيخ مفهوم الإعلام الإمنى المكمل لدور الشرطى فى الشارع وهو غسل عقول البسطاء وإخضاعهم وتزيف وعيهم وتضليلهم بما يخدم أهداف النظام الحاكم ..والشريف أنشأ قطاع الأمن بإتحاد الإذاعة والتليفزيون قطاع وعدد العاملين به 7 ألاف موظف! بمعدل رجل أمن لكل 3 إعلاميين !
وهذا ما يفسر تعمد الأنطمة الإعلامية الأمنية المتعاقبة الحيلولة دون إنشاء نقابة مستقلة للإعلاميين حتى لا تكون أداة مقاومة للسلطة الحاكمة .ولكن بسبب ثورة المعلومات لم يعد الإعلام الحكومى محتكرا للمعلومة والنشرة والخدمة الإخبارية ...كما ظهرت قنوات خاصة متحررة أكثر من سلطة النظام رغم أنها مسخرة لخدمة مصالح رجال الأعمال وإستثماراتهم ..وظهرت قنوات عربية ودعوية لخدمة سياسات ومصالح مشبوهة !أقلها تشجيع الإنقسامات الدينية والمذهبية !كما قدمت أمريكا منحا بالملايين لبعض الصحف المصرية المسماة بالمستقلة مثل جريدة المصرى اليوم والشروق !
زمن مبارك أقتحم الإعلام الأمنى السيرك الإعلامى بإنشاء الصحف والقنوات الأمنية التابعة لنظامه والهدف هو التشويش على بعض الصحف والقنوات التيلفزيونية التى فلتت إلى حد ما من قبضة السلطة. !لدينا سبقا إعلاميا جبارا لم تصل إليه أى قناة تليفزيونية فى العالم عندما أذاعت قناة (سى بى سى) خبر حرق المجمع العلمى قبل أن يحترق ب 12 ساعة !!!هذا نتاج تعاون أمنى إعلامى واضح لا تخطئه العين ! ولعل تجربة عكاشة بإجمالها فى الفراعين تعكس لك صراع أجهزة مخابراتية وأمنية مع بعضها البعض فى فترة تاريخية حساسة ودقيقة أختلطت فيها الأوراق ولكنها تفسر لك أيضا كيف كان هذا الإعلامى يصل للمعلومة قبل أن تحدث على طريقة حرق المجمع العلمى .!
الأديب (عبده جبير) كشف أن جهازا أسمه (الأمن الوطنى ) حاول تابع لمؤسسة رئاسة مبارك مباشرة حاول تجنيده جاسوسا على الوسط الثقافى مقابل وعد بتقلد منصب قيادى!الغريب أن مباحث أمن الدولة تغير أسمها إلى الأمن الوطنى !
تدخل أجهزة الأمن ( زمن مبارك المجلس العسكرى الأخوان ) فى إختيار القيادات يبدأ بتقارير من الحرس الجامعى التابع للداخلية وقتها عن هذا الخريج وميوله السياسية ..ثم تحريات أخرى تفيد بخلو سجله من أى نشاط سياسى بارز وواضح فيتم تعيينه فى أجهزة الدولة !..ثم يخضع لفترة إختبار حتى يعين بعد أن يثبت أنه (أبيض !) ….بعد ذلك تستمر أجهزة الأمن التابعة لكل مؤسسة فى تقديم تقارير دورية عن كل إعلامى و موظف ..وترفع التقارير بشكل خاص للجنة إختيار القيادات داخل الأجهزة السيادية فى الدولة !
مازال الإخوان يسيرون على أجندة مبارك فى كل المجالات ولكن بكفاءة وذكاء أقل !ومازال الأمن نفس الأمن يختار قيادات ماسبيرو والصحف القومية وهيئة الإستعلامات وكافة قيادات مؤسسات الدولة ولابد أن يكونوا جميعا (ناصعى البياض ) !ملائكة ! بلا أى خطايا لم تمسسهم سياسة أو محاولات للتفكير أو الإبداع والأ يكونوا والعياذ بالله أصحاب رأى وموقف !(بيض ) تماما كالأطفال كالثلج !...هذه هى القيادات التى حكمتنا والتى تحكمنا والتى ستحكمنا !!!
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق