الاثنين، 3 ديسمبر 2012

غياب الحب وعزلة الأنسان ووحدته وواقعا عالميا تجرد من الأنسانية !



مهرجان القاهرة :
عناوين :
تحول الى مهرجان للصفوة فى دار الأوبرا !..والجمهور فى الميدان ويغيب عن الحضور !..والأفلام تنعى غياب الأنسانية من عالمنا ! والمهرجان يدار بذات العقلية المباركية !
مقاطعة  وسحب أفلام أحتجاجا على الإعلان الدستورى وقمع الداخلية للمتظاهرين وعلى إدارة المهرجان ...وعلى وجود أفلام مؤيدة لنظام بشار الأسد !
الأفلام تعكس  غياب الحب وعزلة الأنسان ووحدته وواقعا عالميا تجرد من الأنسانية !

كتب – طارق عبد الفتاح
 يعقد المهرجان فى ظروف بالغة الصعوبة ثورة لم تكتمل فى الميادين والشوارع ودستور يضيق على الحريات وأولها حرية الأبداع والتعبير ومناخ معادى للفن والأبداع  وصل حد المطالبة بهدم الأهرامات وأبو الهول !
ووسط قضايا رفعت للنيل من رموزنا الفنية ومناخ فنى متردى وتراجع للسينما المصرية كما وكيفا ..وإستمرار نفس إدارة المهرجان السابقة فى تولى المسئولية وسط إتهامات لعض الفنانيين والمثقفين لهم بالتربح وسوء الإدارة نتاج إستمراربعضهم فى منصبه لسنوات متعاقبة ! وسط التخبط والمخاوف الأمنية ووسط إجراءات أمنية مشددة ووسط مقاطعة بعض الفنانيين للمهرجان وسحبهم لإفلامهم إعتراضا على الإدارة وإعتراضا على الإعلان الدستورى وإعتراضا على ممارسات الداخلية ضد متظاهرى التحريروضد مشاركة أفلام سورية مؤيدةلنظام بشار الأسد ..خرج لنا حفل إفتتاح هزيل وحضره الفنانون المصريون وهم يرتدون ملابس الحداد على مصر التى عرفناها والتى صار رغما عنا يحاول فصيل الإسلام السياسى إجبارنا على أن نودعها كما أخبرنا الغيطانى... دعوات الأفتتاح والختام مازالت تمنح وفق منهج نظام مبارك للشخصيات العامة وكبار الفنانيين وقيادات الوزارات!!وأغلبهم يتخلف عن الحضور بينما يحرم الصحفيين المنوط بهم تغطية وقائع المهرجان من هذه الدعوات !
أول ما يصدمك هذا العام هو إقتصار العروض السينمائية على مكان واحد هو ساحة دار الأوبرا المصرية .(..الأوبرا ياولاد الكلب !) عبارة  الكاتب الكبير ميخائيل رومان إعتراضا من بطل مسرحيتة على قصر الفن على الطبقة الأرستقراطية! ..فى الدورات السابقة خرج الفن السينمائى للشعب فى كل دور السينما المصرية !
أفهم أن يكون هناك قسما لأفلام الثورة وأخر للأفلام الأفريقية ولكن قسما منفردا للأفلام التركية لماذا !
كنا نشكوغياب نجوم الأفلام المصرية المشاركة ولكن هذا العام الغياب للجمهور نفسه ! شاهدت فيلما أنا وشخصين أثنين فقط !وألغيت ندوات متعددة!.. وأقصى حضور شاهدته لم يتجاوز الثلاثين مشاهدا !  ربما بسبب قصر الحضور على دار الأوبرا وربما بسبب حال البلد أمنيا وحالة الأكتئاب العام .
قررت أن أهرب من واقع كنا نتمناه ثوريا فتحول إلى كابوسا أخوانيا ..وأن أودع ربما أخر دورات المهرجان فحتما ستخضع السينما لرقابة خاصة من المتأسلمين أذا أجبرت مصر على ركوب الناقة والتوجه  إلى طالبان !.....ولكن فيلم كرواتيا (طريق حليمة ) صدمنى... ضاعف من أحزانى على عالم قاسى بلا ضمير نعيش فيه ونتصور أننا بشر وأننا فضلنا على العالمين ..ونحن لسنا الأ قتلة مجرمين ربما نمثل تطورا للأنسان الاول فى أسحلة الدمار فقط ! قصة الفيلم حقيقية عن فتاة مسلمة أحبت شابا مسيحيا حملت منه ثم يكشف الفيلم قسوة المعتقد الدينى عندما يحول بين الطرفين فى مناخ تحول إلى حرب عنصرية ومذابح بشعة للمسلمين  ! لم تجد صفية سوى أن تمنح طفلها المولود إلى حليمة العاقر وتخبر أهلها وحبيبها أن الطفل مات عند الولادة ! تهرب صفية مع حبيبها سلافومير إلى صربيا وتصير أسمها صوفيا وتتزوجه وتنجب منه ثلاثة بنات .. يهاجم الصرب منزل حليمة ويختطف الصبى 16 سنة ويقتل مع مجموعة من المسلمين الأخرين ...حليمة تمر بها سنوات الحرب ولا تعرف مصير أبنها بالتبنى وبعد 23 عاما يكون عليها ان تأخذ عينة دم من الأم البيولوجية صفية حتى تعرف مصير أبنها ..تسافر إلى صربيا وتكون الصدمة  أن أبنها قتل على يد أبوه سلافومير أثناء
تأديته للجندية مع الصرب !
كل هذه التراجيديا التى تتضائل بجانبها التراجيديا اليونانية بكل مآسيها فهل تتقدم الإنسانية أم تتراجع  ويتوحش العالم أكثر !وهذه التراجيديا تقدم لك بطريقة فنية بالغة الحساسية وبعيدة عن المباشرة والميلودرامية فى وقائع تقود للمباشرة واليملودرامية !وهكذا نكتشف قسوة العالم ..وصعوبة أن تكون أنسانا !..أداء بالغ الروعة والحساسية من  الممثلتين (ألما بريتشيا )و(أولجا بكالوفيك )فى دورى حليمة وصفية..وسيناريو محكم ومونتاج وإخراج أستخدم الفلاش باك بمهارة كبيرة لخلق تواصل بين ماحدث من 23 عاما وما نراه وبين تكشف الأبطال للحقيقة المرة تدريجيا !
يا وليتى كنت أرغب فى إجازة من التوتر والغباء السياسى المصرى ولكنى وجدت نفسى أمام واقع أشد إيلاما ..هل يمكن أن نصل الى حرب أهلية فى مصر ؟وأن يقتل بعضنا بعضا على أرضية التطهير العرقى والدينى ؟ الفرز بدأ والأضطهاد للأخوة المسيحيين بدأ منذ أكثر من أربعين عاما مضت ..والتطرف الدينى يتصاعد هل يمكن أن نصل لتقسيم مصر على أسس دينية بعد أهوال لا قبل لنا بتحملها ؟




طارق عبد الفتاح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق