الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

جماعة الإخوان الأمريكيين !


نشر في جريدة المشهد من 21-27 أكتوبر 2012
جماعة الإخوان الأمريكيين !

أكبر الأقنعة الساقطة ليس لقاءا سريا مع شفيق ليلة إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية فقد كشفت كلينتون عن إتصالات مع الجماعة منذ 5 أو 6 سنوات ماضية !وأن وليم بيرنز مساعدها جلس مع الإخوان سرا !
ثم صدر بيان مفصل عن هذا اللقاء من وزارة الخارجية الأمريكية حصل فيه الإخوان على موافقة أمريكية لخوضهم الإنتخابات الرئاسية مقابل تطمينات
إخوانية فيما يخص أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية ومعاهدة كامب ديفيد!
إلتقى بعدها كيسنجر وزير الخارجية المصرى السابق محمد العرابى فى أسطنبول وقال له أن الإخوان قادمون لحكم مصر ؟ ووفقا لما نشره العرابى سأله عن موقف أمريكا فأجاب : ليس لدى أمريكا مشكلة بشرط الإلتزام بإتفاقية السلام مع إسرائيل وضمان سلامة الملاحة فى قناة السويس وأن تستمر أمريكا فى تسليح الجيش المصرى !( مرجع : مقال لثروت الخرباوى عنوانه ( من الإخوان للأمريكان شكرا لكم  - موقع أونا الألكترونى  )
ليس هذا كل شئ فقد أعلن المرشح الرئاسى ميك رومنى أن إدارة أوباما منحت جماعة الإخوان المسلمين قرابة ( المليار ونصف المليار دولار) دعما للرئيس مرسى فى حملته الإنتخابية ! كما أن الجماعة حصلت على قرابة ال 500 مليون دولار من دولة قطر لدعم الرئيس مرسى فى الجولة الثانية للأنتخابات ! كما أن السيد عبد الجليل مصطفى رحمه الله صرح بأن أمريكا وقطر قدمتا مساعدات مالية ضخمة لإسقاط القذافى .( مرجع : حلقة ناس بوك على قناة روتانا مصرية السبت 13/10/2012)
جماعة الإخوان لم تصدر أى بيان ينفى ما ذكره ميك رومنى ...هذه ورقة التوت الرئيسية التى تكشف حجم المؤامرة الإخوانية الأمريكية ضد الثورة والشعب المصرى وهذا ما يؤكده الكاتب الأمريكى الشهير ناعوم تشومسكى :( أن ما يخيف أمريكا هو وجود حكومات تعبر عن إرادة شعوبها لأن هذا ضد مصالح أمريكا  وهذا ما تبذل قصارى جهدها لمنعه بتمكين الإسلاميين !
( مرجع : تشومسكى محاضرة عن موقف أمريكا من ثورات الربيع العربى .)
يتقاطع هذا مع وجهة نظر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى أن هدف أمريكا حول تحويل الصراع الإسرائيلى العربى إلى صراع شيعى سنى يقود فى النهاية إلى تفتيت الدول العربية على أسس دينية وعرقية مما يصب فى مصلحة إسرائيل فى النهاية .( مقالات هيكل عن ثورات الربيع – جريدة الاهرام ).

لقد حفلت جمعة الغدر بنتائج خطيرة أولها : سقوط حائط الخوف من ميلشيات الإخوان وإرهاب السلفيين ووجد تيار الإسلام السياسى نفسه فى مواجهه شرسة مع قوى مدنية قادرة على رد الصفعة وإزالة العدوان .
أن حرق أتوبيسات جماعة الأخوان هى بداية لتشكل قوة مسلحة من خارج الإسلاميين فى المستقبل القريب .
إنقسام المجتمع المصرى إلى فريق يرفع راية خلط الدين بالسياسة وفريق يقاتل من أجل مدنية مصر وإستقلالها .
وضح أيضا أن مصر دولة مؤسسات ومؤسسة القضاء عصية على الحاكم .
إستمرار الثورة بسبب تجاهل أهدافها سيؤدى حتما لإصطدام دموى قريب  بدوبلير نظام مبارك المتأسلم .
إن جماعة الإخوان لن تقبل بتداول سلمى للسلطة و محاولة إقصاء القضاء من  الأشراف على العملية الإنتخابية هى بمثابة تمهيد الأرض لتزوير قادم  وأن إقتلاع الإخوان من السلطة لن يكون عبر الصناديق ولكن عبر الثورة فى الميادين .
هزيمة المؤسسة الرئاسية فى موقعة النائب العام فى جوهرها هزيمة لتيار الإسلام السياسى كله .
صدمة موجعة لقطاع كبير من المسلمين حيث تكشف لهم أن تيار الإسلام السياسى لا يبحث الأ عن مصالحه ومكاسبه السياسية وأن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس هدفا فرعيا حتى على أجندة الإخوان وبعض فصائل السلفية .

 بركان الإحتياج الشعبى للحرية والعدالة والكرامة سيطيح بكل المؤامرات
إنكشفت جماعة الإخوان الأمريكيين وبدأ إنهيارها .
الثورة مستمرة .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق