فشل التجريبي المزور
عناوين :
مهرجان بلا
جوائز ولا ندوات فاعلة ولا إصدارات،ولا عروض أيضا !
إضافة كلمة
المعاصر لأسم المهرجان تحايل وسطو علي تاريخ سابق .
كلمة المعاصر استهدفت،وضع بصمه خاصة زائفة ،وحتى تكون مبررا لاستضافة عروض لا تمت للتجريبي !
كلمة المعاصر استهدفت،وضع بصمه خاصة زائفة ،وحتى تكون مبررا لاستضافة عروض لا تمت للتجريبي !
العروض الجيدة
والتجريبية ثلاثة علي الأكثر ،كان الأفضل
استضافتها وتوفير ملايين الجنيهات !
فوضي تنظيمية
شاملة ،والمجاملات والحسابات الخاطئة تختار عرضي الافتتاح والختام .
يجب اختيار إدارة جديدة للمهرجان في دورته القادمة و الاستعانة بخبرات
المنظمين السابقين .
المهرجان
الهزيل أثار نوستالجيا مزيفة تستدعي زمن فاروق حسني بحظائره وحرائقه !
أهانه
للمصريين في الختام حيث طلب منهم الدخول من باب وتم تخصيص باب للأجانب !!
استعادة
المهرجان ليست معناها استعادته فاشلا ،وقد كان ناجحا تنظيميا وفنيا .
خرطوش الملك
الجديد !
علي طريقة نزع الخرطوش ووضع خرطوش
الملك الجديد ، تم تدشين عودة المسرح التجريبي بعد أن وضع ورثته غير الشرعيين مسمي المسرح المعاصر إلي التجريبي !
إعادة المهرجان بأي ثمن !
ولكن يبدو أن ورثة المهرجان الجدد كان هدفهم هو إعادة المهرجان بأي شكل ربما
لتوزيع التركة واقتسام الغنائم ، عاد ولكن بشكل هزيل ، ومشاركة محدودة ،وعروض
قليلة ودون المستوي ، بل يمكن القول انه كانت هناك 3 عروض أجنبية وعربية فقط هي كل
ما يستحق الاستضافة والمشاهدة، يعود المهرجان بلخبطة وهرجلة تنظيمية ، عرض
الافتتاح في الدعوات وبطاقات الهوية ،واختيار غير موفق للعرض الصيني الكلاسيكي
الطويل ليكون عرض الافتتاح، بترجمة حرفية للإنجليزية مما أدي لانصراف اغلب الحضور
من العرض الافتتاحي، كون أن هذا العام هو عام الصداقة مع الصين أو التعاون الثقافي
، فليس هذا معناه المجاملة الساذجة ، ولكن كان يجب أن يجهد المنظمون أنفسهم للبحث
عن عرض صيني صالح للعرض في الافتتاح، فإذا لم يتوافر فلا ضرر من عرضه في فعاليات
المهرجان وليس في افتتاح دولي ، وكان المنظر مخذيا بهروب المتفرجين من المسرح ،وهو
نفس مشهد الهروب الذي سيتكرر مع عروض أخري كثيرة اعتمدت علي اللغة المنطوقة
،وابتعدت عن كل مفاهيم التجريب ، فخرج الجمهور القليل المتوافد هاربا من الملل،
حدث هذا بوضح في عرض ماكبث الايطالي، والذي لا ندري هل مجاملة إيطاليا لأسباب
سياسية أيضا اقتضت أن يطفح المشاهدون عرضا كلاسيكيا معتمدا علي اللغة !
وتستمر الأخطاء في الختام فيقدم عرضا
مصريا راقصا
( يا سم )،ولكن فتش عن التجريب في
العرض ! أجادت الراقصات رغم بدانه بعضهن ، ولكن ما علاقة الجمل الحوارية التي تعبر
عن تحرش الشباب بالنساء ، بتمايل الأجساد ما بين الرقص الشرقي والمعاصر ؟ وهل يوجد
معني حقيقي للعرض ، أن هذا السؤال سوف تسأله كثيرا وأن تتابع عروض التجريبي
القليلة مقارنة بعروضه منذ 5 سنوات مضت ! ولن تجد ربما سوي عرضين هما عرض بولندا (موليير)
، الذي تتجلي فيه أعلي درجات تعبيرية العرائس ، وجدة الفكرة وكوميديا يستمتع بها
الصغير والكبير دون احتياج لمترجم ، وهكذا تتجسد لنا صراعات متنوعه تعتمل شخصية المؤلف
العبقري موليير بين ضعف صحته وتفجر أنوثة زوجته وتقلباتها وتقدمه في السجن ،وهجوم
الذكريات ، وعدم رضاه عن بعض المشاهد التي قام بتأليفها ، والعرائس بحجم الإنسان
وبراعة المحرك ، تلغي قدرتك علي رؤية المحرك لها ، ولكنك تظل مثبتا وعيك ونظرك علي
العرائس التي تحولت لشخوص حقيقية من لحم ودم ، وهكذا سنجد ملامح التجريب في عرض
هاملت أيضا للمكسيك مع توظيف مختلف للعرائس ،والبطولة الأكبر هنا لأسئلة الحياة
والموت !والبطل علي المسرح ليس هاملت ولكنه التوظيف الموسيقي والغنائي الرائعين ،
للأسئلة الوجودية المطروحة ، بخلاف هذا
ستشعر أنك مع مهرجان لفق في عجل ، فقط لندرك عجلة المهرجانات ، والحقيقية أن من
أسند إليهم، إدارة المهرجان ،وضح أنهم لم يختاروا عروضا تجريبية وكان وضع كلمة
المعاصر مخرجا جيدا للخروج من هذا المأزق ! فعندما يأتي العرض ضعيفا أو كلاسيكيا
أو تقليديا سيردون عليك بأن هذا المهرجان يتضمن العروض التجريبية والمعاصرة معا !!
قررت الإدارة الجديدة للمهرجان عدم الاستعانة بكل الخبرات المتراكمة
لمن قام بإدارة المهرجان علي مدي أكثر عقدين من الزمن ، ويبدو أن المجاملات هي الشعار ، فأدي ذلك للارتجال والعشوائية ،
كما أن عروضا قدمت في مواعيد مخالفة لما نشر في الجداول الموزعة ،يبدو أن الإدارة
الجديدة أرادت أن تضع بصمتها الخاصة فأفسدت كل شيء ، فقد قررت إلغاء الجوائز
والندوات الكثيرة ،وإصدارات المهرجان وترجماته الثرية ، فجاء المهرجان بلا جوائز
ولا ندوات حقيقية وبلا إصدارات ذات قيمه ،وبلا تنظيم وبلا عروض لأن العروض كانت
أقل من عدد العروض في كل دورات المهرجان ،وبلا تنظيم ،وبلا إقبال جماهيري حقيقي ،
ولا يقارن إقبال الجماهير حتي بإقبال الجماهير علي المهرجان القومي المحلي للمسرح
الذي أقيم منذ شهور قليلة .
ويكفي أهانه المصريين في الختام حيث طلب منهم الدخول من باب
وتم تخصيص باب للأجانب !!
المهرجان الهزيل ونوستالجيا فاروق حسني
!
ورغم أننا ننادي باستدعاء خبرات
السابقين في دورات المهرجان ولكن أغرب ما يمكنك أن تسمعه هو من أستدعي بنوستالجيا
مزيفه عودة فاروق حسني وزمنه !، والحقيقة أن لديهم بعض العذر فقد كان المهرجان في
أوج ازدهاره ، وكانت القاهرة بمسارحها تتحول إلي ساحة ثقافية ،مفتوحة ونابضة بالفن
والحراك الثقافي حتي وأن كان حراكا ثقافيا في أغلبه ديكوريا ، ولكن الحقيقة أن إعادة
الفضل لفاروق حسني معناه بالضرورة أن نعيد الفضل لمن أختاره لمدة 20 عاما في هذا
المنصب ! يعني مبارك وسوزان والعائلة المخلوعه ! والحقيقة أن المهرجان التجريبي
بالطبع إضافة مهمة لفاروق حسني ،ولكن لتكريم مسئول لابد أن يكون التكريم عن مجمل
أعماله ،وفاروق حسني هو الوزير الذي افتخر بأنه قام بوضع المثقفين في حظيرته ! واشتراهم
بالمنح والمناصب والسفريات والمهرجانات وغيرها من حركات ! وفاروق حسني هو المسئول
الأول سياسيا عن حريق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته 57 مسرحيا و100 مواطن آخرين !
فقد اهتم بالتجريب في الإشكال المسرحية وأستدعي فرق من العالم كله وصرفت ملايين
الجنيهات علي دورات التجريبي وترك الأبنية المسرحية متردية ومتهالكة
! وفاروق حسني هو الذي جرد الأنشطة الثقافية من جوهرها الحقيقي فأصبحت ثقافة
اللقطة هي الأهم ! وأنحدر النشاط السينمائي تماما ،وتخلت الدولة عن أي دور ثقافي
حقيقي واهتمت بالأدوار المظهرية ، بخلاف فساد إسناد المناصب لغير أهلها وبقائهم
فيها عقودا ولم لا إذا كان هو كان وزيرا أبديا كرئيس جمهوريته مبارك ! وحسني هو
أكثر الوزراء الذي سافرت أكبر عدد من القطع الأثرية في عهده للخارج ولم تعد للآن
!!
النكران الحقيقي لهدي وصفي !
الحقيقة أن النكران الحقيقي شمل د.هدي
وصفي التي ربما كان دورها في إدارة مركز الهناجر لا يقل أهمية من إنشاء مهرجان
تجريبي ،والتي كان يجب التفكير فيها لرئاسة هذه الدورة أيضا . ولكن لكي نعيد الفضل
لفاروق حسني في المهرجان التجريبي وفي إقامة أي مهرجان قادم علينا أن نسأل أنفسنا
سؤالا أساسيا : هل لدينا مسرحا حقيقيا الآن لنقيم له مسرحا تجريبيا ؟ثم نتحايل علي
طريقة محو الخرطوش الفرعوني لنضيف لفظة المعاصر للمهرجان ! وهي ألعوبة مكشوفة يريد
من وضعها أن يبرر عدم وجود عروض تنتسب للتجريب فيرد عليك بأن المهرجان مفتوح
ومنفتح علي كل العروض ! الحقيقة يجب أن نسأل أنفسنا هل لدينا سينما حقيقية لنقيم
لها مهرجانا سينمائيا ،وهل لدينا دراما تليفزيونية حقيقية !وهكذا .
إدارة جديدة للمهرجان في المستقبل :
لقد أكد رئيس المهرجان علي أهمية
استعادتنا لمهرجان المسرح التجريبي بعد توقفه 5 أعوام ،وهذا ما أكده الوزير النمنم
أيضا الذي دأب علي التأخر عن عروض الافتتاح والختام
في مشهد لا يليق ، ولكن أذا كانت استعادتنا لهذا المهرجان هدفا في ذاته فهي كارثة
، وأن كان هذا هو المستوي الذي سيتكرر في الأعوام القادمة فأن استعادة المهرجان لن
تعد مكسبا بل خسارة وخداعا وسرابا مسرحيا زائفا لا يروي من ظمأ ، أن استعادة المهرجان ليست معناها استعادته فاشلا
،وقد كان ناجحا تنظيميا وفنيا.
لذا يجب اختيار إدارة جديدة للمهرجان في دورته القادمة لها مصداقيتها
الأدبية ووزنها المسرحي ،مع الاستعانة بخبرات المنظمين لدورات المهرجان عبر دوراته
ال 22 السابقه .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق