قفا موسي ودبة عيسي ووحى
الأزهرى
الإعلاميون أنواع، وبعضها خطر
سام وقاتل، حتي لأصحابه ،وملاكه، خذ مثلا ,هذا الذي حقق شعبيه وجماهيريه تسببت في
تورم قفاه! لقد اخترع من لدنه استفتاء، ليقدم لفخامة الرئيس السيسي شهادة علي حب
المصريين له، وشهادة ولاء وإخلاص إضافية لنفسه، فقرر أن يفتح مزادا للتصويت علي
تويتر حول رأي الشعب في ترشح الرئيس لفترة
رئاسية جديدة بداية من 2018، ولكن أتت النتائج مخيبه لآماله حيث صوت 80% من الشعب
المصري ضد قرار ترشح فخامة الرئيس الحالي، فما كان من موسي سوي أن سحب ألاعيبه
وأفاعيه السامه وألغي حسابه علي تويتر!
من هنا تتضح خطورة منح الجهلاء
منابر إعلاميه برغم ولائهم، أولا لأنه ولاء يشبه ولاء الدببة وهي تهش الذباب بصخر عن
وجه صاحبها فإذا هي تقتله، وثانيا لأن هذه الاستطلاعات، مكانها الطبيعي مراكز
علمية متخصصة ومتقدمة، أظن أن أهمها ليس في مصر، ولكن لا ضير في الاستعانه بها، إذا
أردنا نتيجة محايدة وعلمية ومخلصة, كما أن الأجهزة السيادية المصرية وهي تابعة
للنظام، تستطيع أن تلعب هذا الدور وتستطلع الرأي العام، فإذا كانت النتيجة في صالح
إعادة انتخاب السيد عبد الفتاح السيسي، فيمكن نشر ذلك، وإذا كان الأمر عكس ذلك
فيمكن إطلاع الرئيس علي الأمر، وترك القرار له، رابعا لا أري سببا في إجراء هذا
الاستفتاء الآن فالتوقيت خاطئ تماما، وسيادة الرئيس لم ينه فترته الأولي بعد، وهناك
أكثر من عام علي فكرة ترشحه، والأجدى والأكثر تأثيرا أن يتم هذا الأمر قبيل إعلان
الترشح بعدة شهور فقط، ولكن الخطأ الأصلي في منح منبرا لشخص لم يقرأ في حياته
كتابا، ولم يتلق حتي تدريبا أمنيا جيدا ليصبح مخبرا إعلاميا متميزا !..........وهناك نوع آخر من
الإعلاميين أكثر خطورة ،وهو المدرب والمتلقي تدريبا احترافيا رائعا، وهذا النوع
يبدو لك جريئا وشجاعا، ويخبط في بعض المسئولين الصغار، ويتغذي علي الوزراء، وعلي
بعض قضايا الفساد المرفوضة من الشعب والنظام! ولكن خطورة هذا النوع في أنه يصاب
بالبارانويا وجنون العظمة ويصاب بالتضخم في كل شيء بداية من ذاته مرورا بعقله إلي ثرواته
إلي مؤخرته! فقد أفتي المتثاقف العظيم بأن الشعب المصري لم يقم بثورة في
تاريخه القديم ولا الحديث بسبب اقتصادي، والحقيقة أن الجهل طبقات ودرجات، فالثورات
في التاريخ الإنساني كله تكون جماع لأسباب متنوعة وغالبا ما يكون السبب الاقتصادي
هو عصبها الأساسي، حتي وأن انفجرت بسبب القمع أو المهانة، وهل أهانه الكرامة والقمع تتم في تلك الأنظمة
الأ بسبب تغول رجال المال في تحالفهم مع السلطة القمعيه؟ بمعني أبسط القمع
البوليسي المباركي الذي تسبب في إهانة عماد الكبير مثلا، ألم تكن صرخة عماد ضد
ضابط البوليس بسبب تردي أوضاعه الاقتصاديه في أساسها، أليست 18 و19 يناير ثورة ضد
التجويع والغلاء، ألم تكن حركة الضباط الأحرار نفسها بسبب تردي أوضاع اقتصادية؟ أليست
ثورتي القاهرة، ثورات من أجل العدل الاجتماعي، أليست كل الثورات في التاريخ
الإنساني تحمل الرغبه في تحقيق العدل الاجتماعي، الذي هو أساس الحكم، ثم أن حكمة
عيسي التي يقدمها للنظام الحاكم خلاصتها هي: ارفعوا الأسعار وخاصة الكهرباء وغيرها
ولا تخشوا شيئا فشعبنا لن يثور!! هذه أيضا نصيحة قاتلة تشبه أداء الدببه القاتله!
فثورة يناير كان أحد أهم أسبابها وأحد أهم شعاراتها المرفوعة عيش حرية عدالة
اجتماعيه، لا أفهم حقيقة ماذا يريد عيسي بنصيحة كهذا، الأ أذا كان يريد أن يخدر
الرئيس والحكومة ويتركهم لمصير ثوري لن تنجو منه حتي الطبقة المتوسطة لأنها ستكون
ثورة جياع لا تري ولا ترحم أحدا وأن كان يمتلك سيارة فيات 128 حتي !
ثالث ضربات الدببه تأتي من رزق
الذي يضع فخامة الرئيس في مرتبه مصطفي
كامل و سعد زغلول وأحمد عرابي، والحقيقة أن كامل وزغلول وعرابي كانوا زعماء ثورات شعبيه ضد
الاستعمار والظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي، والرئيس السيسي بطولته الحقيقية
في التصدي لفصيل خائن وإرهابي، مستجيبا في ذلك لإرادة الشعب التي سبقت ولفظت هذا
الفصيل، خطورة هذه التصريحات في تأليه الحاكم ودفعه لطريق لا عودة منه.!وغل يد الشعب، وتحميل
الرئيس أن يأتي بالمعجزات وحده!
يكفي أن نستمع لمستشار الرئيس
للشئون الإسلاميه (أسامة الأزهري) ،الذي يؤكد أن ( الوحي يتنزل علي الرئيس السيسي
يوميا ويقول له أنت حبيب الله وخليفته في الأرض )!!وبهذا يضع الأزهري الرئيس في
مقام أعلي من مقام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. !حيث لم يكن الوحي يتنزل
عليه يوميا .!
لا تجعلوا من الرئيس السيسي
إلها ولا تلقوا به لمصير مبارك، فتصبحوا عليه ناقمين، ولمن يخلفه مباركين وداعمين,
الدببه قاتله فخامة الرئيس فلا تصغي أليها، وانصت فقط للشعب الذي فوضك، وليعنك الله علي السفهاء .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق