الاثنين، 26 مايو 2014

سرقة السيارات والتأمين الوهمى 2



سرقة السيارات والتأمين الوهمى 2

الأمن الجنائى لا يجب أن يكون ضحية الأمن السياسى خاصة وأن سرقة السيارات شديدة الإرتباط بإستخدامها فى العمليات الإرهابية تمتد معاناة المواطن بسبب فساد بعض شركات التأمين ومماطلتها فى دفع التعويضات ..وعندما تنجح  الشرطة فى ضبط بعض هذه السيارات تبقى  شهورا وسنوات مركونة فى مديريات الأمن ..ولا يبلغ صاحبها !حتى تتكهن أحد الذين سرقت سياراتهم أدرك أن عليه أن يلف مديريات الأمن بجمهورية مصر العربية كلها لربما يجد سياراته وبالفعل ذهب لبعض المديريات ولم يستطع أن يكمل ( الكعب داير ) ! وفى أحدى المديريات أقترح عليه شخصا مسئولا أن يأخذ أى سيارة من السيارات المسروقة بديلا !..أما الأغرب هو أنك أذا تحدثت مع سائق تاكسى سيخبرك بأماكن تجميع السيارات المسروقة ! والتى يذهب لها الضحية ليدفع الفدية ويسترد سيارته المسروقة !..وهى أماكن ثابتة منذ سنوات ومعروفة للجميع ! ! حكى لى لواء شرطة خارج الخدمة الأن أن بعض رجال الشرطة أنفسهم دفعوا الفدية للسارقين حتى يستردوا سياراتهم المسروقة !! وأذا فتحتم جوجل وسئلتم عن شركات التامين ستجدون صفحات بالكامل يروى فيها المواطنون مأساتهم وتعذيب وتنكيل هذه الشركات بهم ! ما أسهله من عمل أن تجمع ملايين الجنيهات من الهواء مستخدما أقوى غريزة مؤثرة فى الإنسان وهى غريزة الخوف! أنت تدفع وتوقع على عقود إذعان لا يوجد فيها بنودا واضحة تلزم الشركة بحقوقك حال الحوادث والسرقة والهلاك والحريق وغيرها !! يتعمد مندوب الشركة أو بعض الشركات إخفاء هذه الشروط الأساسية معتمدا على قلة صبر المواطنين وجهل بعضهم !وتتعمد شركات أخرى وضع بنودا غامضة تستعصى على الفهم ولكنها تبرأ الشركة وفى الغالب تتعمد الشركات التملص من الدفع بالتلاعب بالعبارات الغامضة فى أصل الوثيقة أو بإخفاء البنود أصلا ! أو بمحاولة تحميل العميل سبب الكارثة فيأتى المندوب بجواب مزور من المرور مثلا بأنك كنت تسير عكس إتجاه ! فتحرم بذلك من التعويض! والأمثلة بلا حصر!..وهناك التسويف والمماطلة وتزهيق الزبون ..حتى تشعر أن عودة جزء من حقك يتطلب التفرغ الكامل وترك عملك وسيتسبب فى جملة خسائر فادحة لك !!
أن ما تصنعه شركات التأمين مع المواطن المصرى يذكرنى بفيلم المجانين فى نعيم عندما أسس الدقن وإسماعيل ياسين شركة الفضاء الخارجى لتنظيم رحلات للمواطنيين للفضاء الخارجى وزيارة الكواكب !!
أننا نقدر بطولات رجال الشرطة فى هذه المرحلة الخطيرة وتضحياتهم العظيمة  من أجل الوطن ونقدر أن مواجهة الإرهاب هى الحرب الأساسية والأكثر أهمية ..ولكن الأمن يكتمل لدى المواطن بشعوره بأنه آمن على عرضه وسكنه وأطفاله وأملاكه ومستقبله ..وهذا يتطلب من الحكومة منح وزارة الداخلية كل ما تحتاجه لتحقيق هذا الأمن بكل أبعاده .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق