طفل الرمال
صفر مريم ملح في الروح بلا ماء ,
ووردة شيماء والدماء وابتسامة يارا في السماء , وصلابة دومة والعناد , وعتاب الشهداء , وهذا الذي يتكون
بسرعة وجنون , وحزني المسجون , الحياة لم تبدأ بعد الحياة سرقت من قبل , والشيطان فوق القمة
يضحك شامتا , والأمنيات الذابلة , وهذا
الأرق المعذب للروح , والصمت نبتت له أجنحة ...فصرخ متحديا الجمود , والورود التي
ديست بالأحذية , عبقها ورحيقها سري في
السماء ,وسقط علي ضمائرنا كسياط في أجساد
نصف ميته , نحن في المصيدة ,كفئران مذعورة جائعة ننشب أسناننا في القضبان تارة وفي
أجساد بعضنا تارات أخري , والغضب بخار يتكاثف في الأفئدة ويتقطر ماءا مغليا يحرك
السيقان والأذرع وأنصاف الأجساد الماثلة , وهناك مسيخ دجال يحفر القبور بهمة بادية
, ويجلس مستريحا فوق جبل من الجثث والجماجم المتراكمة , في يده تفاحة وفي اليد
أخري رصاصة , يأكل بتلذذ, هو لا يدرك أنه في ذات المصيدة , وأن تفاحته تعفنت وأن
نهايته اقتربت, لاجدوي من النصيحة فقد سكر , والإفاقة تزحف قادمة , الإفاقة
القاتلة , أفسحوا الطريق فالزهور تفيق ..تتجدد ,وتعيد دورة الوجود ... تحلقوا ,
ولا تتركوا الورود وحيدة , ولا تسمحوا للحلم أن يتسرب هذه المرة من أرواحكم
الجريئة , فالأزهار تنبت كل ربيع , والأقدام التي داستها ها هي تضيع , لا تلعنوا
الربيع , فليس ذنبه أنه يحتضن كل عام الإزهار
والريحان والياسمين, العنوا المسيخ والأحذية المتسخة بالطين ,والسيدة المعصوبة
العينين عن الحق والعدل ..والعنوا سارقوا الأحلام , لا تلعنوا الزهور لأنها تفوح ,
العنوا من علمكم ...الخاء والواو والفاء , العنوا من أرضعكم تلك الحروف, أما تلك
الأقدام التي تدوس الورود , فلن تؤجل أبدا قدوم الربيع .
طفل الرمال ينهي القصيدة
القصيدة رديئة , وطفل الرمال ساجدا يشكو
الله وحده بعد أن أعلنت نهاية
العرب, ودمع لا يكفكف يا دمشق , ودم بكل كف , وكف تصافح كفا و زيف الفلاشات وعهر
الابتسامات , أيها الملاك الصغير , نحن ركام قاذورات , ,تعهرت في فمنا الكلمات ,
وأنت أتيت لتنهي الأكذوبة , فلسنا أمواتا ولا نحن أحياء ,الملح في جوفك أطيب
,والبحر أحن والسماء تليق بك , فدعنا في وحلنا نتمرغ , ككائنات أولية لم ترقي للمرتبة الحيوانية , ارحل إلي الجنة ,
واطلب من السماء أن توقف الشقاء وأن تعجل اللقاء و العقاب, فربما تطهرنا نار الله
المقدسة , أو تخرجنا من هذا الماخور , أدعوا لنا ربك بالخلاص ,فنحن عجزة ,لا نقدر
حتي علي الدعاء , مات ضمير العالم , وصارت ميركل قديسة المسلمين , وطبيبة القلوب
الكسيرة , لم نذهب لمكة , لأن لا كفيل لنا ,ولأن لا قيمة لنا , ولأننا في سوق
النفط لا نساوي ثمن برميل .! لم نذهب لأن الأسوار عالية , ولأننا صرنا شيعا ولكل
منا مكته , , فقط نفتقد لفهم ميركل للإسلام , ذهبنا الي بلاد النازيين ,لأنهم
فهموا معني أن يكون الإنسان إنسان .!
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق