الجمعة، 21 أغسطس 2015

أنواع الخلايا الإخوانية !

جريدة الاسبوع

الأربعاء 19/3/2014 الساعة 12:31 صباحا
طارق عبد الفتاح
لا يجب أبدًا أن نسخر أو نقلل من شأن تنظيم الإخوان الإرهابي، فرغم ضحالة طرحهم الفكري وعدائهم لفكرة الوطن وتكفيرهم للمجتمع الإنساني كله ورغم أن قدراتهم وكفاءتهم في مختلف المجالات محدودة للغاية وتفتقر للذكاء فإنهم يملكون بنية تنظيمية متماسكة وتمويلًا هائلًا ودعمًا أمريكيًا إسرائيليًا وتركيا وقطريا سياسيا كبيرا وهذه البنية التنظيمية الدولية تجعلهم يعملون وفق خطط ومناهج واضحة في الوقت الذي تخبطت فيه حكومتنا المقالة أو المستقيلة في مواجهتمهم وترددت كثيرًا وطويلًا مما وفر لهم الغطاء والفرصة للعمل بقوة.. وكمثال علي ذكائهم في التنظيم أتصور أن لديهم مستويات مختلفة من الخلايا النائمة
1- خلية إخوانية 'أ': مكشوفة وتدافع عن الإخوان في كل مكان وبكل الأشكال والوسائل وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
خلية إخوانية نائمة 'ب': هي غير معروفة إعلاميًا ومن الصف الثاني مطلوب منها الدفاع المعتدل عن الإخوان دون أن يظهر انتماؤها الكامل للإخوان وينتمي لها عدد من أساتذة الجامعات.
خلية إخوانية نائمة 'ج': وهي مطلوب منها انتقاد الإخوان لمدة خمس دقائق في وسائل الإعلام كافة ثم تخصيص باقي الوقت أو المقال لإشاعة جو من التشكيك في القوات المسلحة والشرطة و الثورة وفي خارطة المستقبل حتي يخرج المشاهد أو المتلقي كافرًا بكل شيء ومحبطًا من المستقبل أو مصابًا بالقلق والحيرة وعدم القدرة علي تقييم المشهد السياسي وتحديد اختياراته الوطنية الصحيحة.
خلية إخوانية نائمة 'د': وهي في تقديري لاتقل خطورة عن الخلايا السابقة وربما تكون أكثرها خطورة فهي ليس مطلوب منها الحديث في الشأن السياسي العام أبدًا وعليها أن تظل نائمة مختفية وترتقي المناصب وتسعي لإرضاء الرؤساء حتي تصل إلي أعلي المناصب القيادية في كل مؤسسات الدولة.. وحتي عندما تصل لهذه المناصب القيادية العليا في مؤسسات الدولة السيادية ليس مطلوبًا منها كشف قناعها أبدًا.. ولكن مطلوب منها اتخاذ قرارات يحددها لها التنظيم الدولي لخدمة أهدافه..
إن بقاء قيادات إخوانية نائمة في وزارة الداخلية أدي بشكل مباشر إلي اغتيال عدة ضباط ولواءات شرطة ! هل لا يقدر أو لا يرغب وزير الداخلية لأسباب لا نعلمها في إقالتهم؟ وهل كان ذلك بسبب تدخل رئيس الوزراء المقال أو المستقيل؟ أم أنه لأسباب أخري لا يستطيع وزير الداخلية الإفصاح عنها في الوقت الحالي؟
وبقائهم في ماسبيرو وإستمرار توليهم مناصب قيادية هو بمثابة قتل للشعب كله وتزييف لوعيه وتخريب لأي خارطة للمستقبل! والسؤال الآخر الأكثر أهمية.. هو هل سيقوم الوزراء الجدد بتنقية وزاراتهم من العناصر التي زرعها مرسي في وزاراتهم؟ أم 'سيكفون علي الكارثة ماجور' ويأكلون عيشا مغموسا بدماء الشهداء ومغموسا بالتواطؤ مع عصابة الإخوان الإرهابية الدولية علي تخريب البلاد؟ الأسئلة كثيرة ومخيفة ومريبة أيضًا نحن نتكلم مثلًا عن 44 سفيرًا زرعهم عصام الحداد زمن مرسي في وزارة الخارجية وبقاؤهم تخريب لصورة مصر في الخارج وقاموا بدعاية مجانية بأموال الشعب للتنظيم الدولي الإرهابي للإخوان سفير مصر لدي الأمم المتحدة هو إخواني متشدد وسفير مصر في كندا اسمه وائل هو نجل د.أحمد كمال أبو المجد والمعروف ولاؤه للإخوان وسفير مصر في باريس محمد مصطفي كمال الذي أعلن عداءه لثورة يونية وأعتبر ما حدث إنقلابا! ومنع مظاهرات تأييد لثورة 30 يونية وسمح بمظاهرات معارضة! وهو نفسه الذي اتخذ موقفا سلبيا من الاعتداء علي الكاتب علاء الأسواني! وكذلك سفير مصر في لندن الذي يبدي اعتراضه علي السلطة الانتقالية الحالية علنا!!. ولكن ماذا لو أعلن هؤلاء السفراء انشقاقا جماعيا مفاجئا عن الدولة المصرية علي غرار النموذج السوري مخلفين أثرا دوليا خطيرا ! هل نحن مستعدون لمثل هذه المخاطر؟ وما ضمانات عدم تسرب خلايا إخوانية نائمة من النوع 'د' إلي الحكومة الحالية؟.. وهل يوجد هذا النوع في مؤسسات أخري؟ الأسئلة يجب أن تعلن بكل وضوح وقوة ولابد أن ننقي كل مؤسسات الدولة والسيادية منها خاصة من عناصر الخلايا الإخوانية بكل أنواعها فمن منا كان يعلم أن أسماء مثل الأخوين مكي والغرياني والخضيري تنتمي لهذه الجماعة! وماذا عن دار الشروق ودورها عبر التاريخ باعتبارها أكثر دور قامت بنشر كتب الإخوان منذ حسن البنا وسيد قطب ومازالت من خلال الجريدة اليومية تقدم أكبر دعم للجماعة! هل ينتمي المعلم لخلية 'د'؟. السؤال مشروع في ظل استمرار نزيف الدماء وسقوط الشهداء! وفي ظل استمرار تخريب مؤسسات الدولة وفي ظل تمترس هذه الخلايا الإخوانية السرطانية في جميع مؤسسات الدولة! كيف نريد النجاح لخارطة المستقبل واستكمال تحقيق أهداف الثورة ونحن نسمح ببقاء الإخوان يخربون في مؤسسات الدولة السيادية!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق