الأربعاء، 29 يوليو 2015

حارة اليهود

نشر في جريدة المشهد الثلاثاء من 28 يوليو - 3 الخميس اغسطس 2015
حارة اليهود
منطقة مسكوت عنها قدمها آل العدل في عمل درامي حاول أن يقترب من الحقيقة , ,لم يكن اليهود الصهاينة مرتبطين بالحركة الشيوعية !كما لم يكن اليهود بهذا الثراء في حارة اليهود , أشار العمل لدور شبكة التجسس الشهيرة بفضيحة لافون حيث تعمد اليهود المصريين الصهاينة تنفيذ عمليات إرهابية في مصر لتخريب علاقات مصر بأمريكا وبريطانيا ولإبقاء الاحتلال الإنجليزي لمصر ومنع تسليم قناة السويس للمصريين ولتشجيع اليهود المصريين علي الهجرة لإسرائيل,  ربما كان من المفيد أن تمتد أحداث العمل لهزيمة 67 لتكشف كيف سلمت مصر هذه الشبكة من الجواسيس لإسرائيل مقابل عودة مجموعة كبيرة من الأسرى المصريين , أدت الأعمال الإرهابية ضد مصالح اليهود في مصر والتي تشير أصابع الاتهام فيها إلي اليهود الصهاينة وإلي جماعة الإخوان إلي هجرة عدد كبير إلي إسرائيل , وفرغت الحارة من سكانها اليهود ,  في عام 2005 اعترفت إسرائيل بدورها في هذه الجريمة وقامت بتكريم نحو 8 من جواسيسها من اليهود المصريين أعضاء فضيحة لافون باعتبارهم أبطالا قوميين  وهذا لا ينفي وجود يهود مصريين وطنيين فضلوا البقاء في مصر ومنهم شحاتة هارون والد رئيس الطائفة اليهودية الآن و جولد شتاين رئيسة الطائفة السابقة وغيرهم ممن تحملوا الصعوبات واستمروا بمصر بدافع من الوطنية , تفاصيل شبكة التجسس وحالة الصراع السياسي زمن عبد الناصر في اعلي السلطة وصراعه مع الإخوان ,كان يمكن تناولها دراميا بما يخدم علي العمل ككل, يحسب للعمل تأكيده أن التعايش بين الأديان الثلاثة كان موجودا في مصر في أطار من إعلاء قيمة الوطن فوق أي معتقد ديني , وهذا ما نجد له تكرارا في التاريخ المصري عبر مختلف العصور , ولعل العلم المصري الذي أحتضن الهلال مع الصليب كان أكثر دلالة علي شمول معني الوطن واحتضانه لكل الأديان ,العمل يطرح سؤال التسامح الحاضر في الماضي الغائب في الحاضر في ظل واقع مريض تم استغلال الدين فيه , ومحاولة إعلائه علي قيمة الوطن واستمالة الشعوب إلي تقسيم طائفي  نجح أعداء الوطن في تحقيقه في عدة دول عربية,
ولكن هل كان يمكن أن يحصل ضابط الجيش المصري زمن ناصر علي موافقة بالزواج من يهودية ؟ وهل كان لزاما  عندما تتأزم علاقة ضابط الجيش بحبه الوحيد أن يذهب لامرأة يهودية أخري لتسري عنه وتنسيه أحزانه ؟ وهل من الضروري تكرار أكلشية الذهاب للكباريه وتعاطي الخمر والنساء اليهوديات لنسيان الحب الطاهر !؟ يبقي للعمل الأداء المتميز لبطليه منة شلبي وإياد نصار وسامي العدل وهالة صدقي ووليد فواز ودعاء حجازي والموهبة الرائعة والمتفجرة متأخرا سيد رجب ! والذي يعد تأخر ظهوره ذنبا معلقا في رقبة المنتج الخاص والغياب  المريب للدولة عن الإنتاج وعن دورها في تقديم العمل الجاد والتاريخي والمسلسل الديني وعن رسالتها في تقديم المواهب الجديدة , الموسيقي درامية ومؤثرة وأن كانت تعلو كثيرا فتشوش علي حوار الممثلين, وملابس منية فتح الباب متميزة ومبهرة وأدخلتنا مع الديكورات والسيارات في صدق المرحلة التاريخية ,وصورة رائعة وإخراج متميز يبشر بموهبة واعدة . 
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
tarekart64@hotmil.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق