الثلاثاء، 21 يوليو 2015

اللعب مع السرطان !

اللعب مع السرطان !

قرر السرطان أن يلعب معي ! وقررت بعون الله أن أقاومه وأنتصر عليه , يقول د.مدحت خفاجة أستاذ جراحة الأورام أن تحليل العينة (أثناء ) الجراحة الأولي كان سيوفر جراحة ثانية! ولا أعرف السر وراء عدم إجرائه بمستشفي القصر العيني الفرنساوي ! ربما أحتاج لجرعات من اليود المشع بعد ذلك .
 المؤلم أنك تقع فريسة لمافيا المنظومة الطبية الفاسدة والخربة ، طلب خفاجة إعادة تحليل العينة وحدد معملا بعينه هو معمل نبيل البلقيني بعمارة اللواء !
فطلبوا مني تقرير تحليل العينة الأول الذي تم بعد إجراء الجراحة وليس قبلها من قبل القصر العيني الفرنساوي .! ولكن د.هاني عليوة أستاذ الباطنة الذي أكتشف الورم اخبرني أنني أخطأت بتقديمي للتقرير الأول لمعمل البلقيني ! فهم ينسخون من التقرير الأول تقريرهم الثاني بدلا من تحليل العينات ! هل رأيتم فسادا أعظم من هذا ! فساد قاتل يشبه الإهمال القاتل.! قدمت العينات لمعمل ثالث وفي انتظار نتيجة حقيقية  ! ألعب إستغماية مع معامل النصب المسماة بمعامل التحليل الطبية ! تماما كما يلعب السرطان معي نفس اللعبة (الاستغماية ).! فقد ظهرت البؤرة السرطانية فجأة ، قمت باستئصالها ، لتستعد هي لجولة جديدة.!
 أسعار معامل التحاليل وكشف الأطباء خارج التأمين الصحي لا قبل للطبقة المتوسطة بتحملها .! ولكني مضطر للتعامل معهم خارج مظلة التأمين الصحي المثقوبة، فقط حتي أعرف طبيعة الورم وحقيقة حالتي الصحية.!
 طوبي للفقراء في هذا البلد المنكوب بالفساد والخراب وبالنقص الحاد في الكفاءات .
روحي المعنوية عالية جدا ولدي شعور بأنني سأنتصر علي السرطان بفضل من الله تعالي وحده ، وبالإرادة والجراحة والعلاج إذا تحتم أجراء الجراحة الثانية وهو الاحتمال الأقرب حتي الآن ، ولا أشعر بالخوف من الموت رغم رغبتي القوية في الحياة .! صحيح أن نمط الحياة في مصر يحرض علي الإسراع باحتضان ملك الموت! ولم يعد اليوم يبشر بغد أفضل ! وظهر الفساد في البر والبحر والجو أيضا .! وأصاب البشر الجنون والأنانية والعنف والجشع والخبث وأصبحنا نتبادل الكراهية عوضا عن تحية الصباح .! والكل يحاول أن يراكم أرباحه المادية علي جثة الأخر , وصحيح أننا نعيش أزهي عصور الانحطاط والاضمحلال، ورغم كل القاذورات التي تلقي فوق روحك يوميا في الشارع والعمل ومن خلال شاشات الفضائيات والانترنت والأعمال المسماة بهتانا بالفنية ، ورغم حالة التسمم الروحي التي أصابت المجتمع كله .! الإ أننا محكومون بالأمل كما كان يؤكد الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس .! الذي رحل بسبب السرطان ورغم الأيام المخمورة والأيام المغدورة التي نعيشها الإ أننا نتمسك بأمل أن تتغير الأحوال وأن نتنسم عبير فجر يوم جديد يكون فيه الإنسان أعلي قيمة وأغلي معني , وليس هذا ببعيد ففي كوبا الدولة الشيوعية الكافرة والعياذ بالله , يستطيع أبن الزبال ليس فقط أن يتقلد أعلي المناصب في الدولة باجتهاده ! ولكنه يعالج مجانا مهما كانت تكلفة الجراحة والعلاج  ! ولكننا طبعا دولة مسلمة ، كما يؤكد الدستور والحمد لله أننا لسنا شيوعيين كفارا كدولة كوبا المارقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق