الاثنين، 11 مايو 2015

يعيش مقهى ريش





نشر في جريدة الوفد 7مايو2015
يعيش مقهى ريش

أثارت وفاة مالك مقهى ريش  مجدى ميخائيل عبد الملاك  رعب المثقفين خشية أن يغلق المقهي ,أويباع لمليونير ليحوله إلى محل للملابس أ والأحذية !مقهي ريش له تاريخ يتقاطع مع تاريخ الحركة الوطنية والثقافية فى مصر, تأسس عام 1908م علي أنقاض قصر محمد علي بالقاهرة , أمتلكه عدة أجانب و مجدى ميخائيل أول مالك مصرى له ,المقهى كان ملتقى الأدباء والمثقفين المصريين والعرب أمثال نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأمل دنقل، ويحيى الطاهر عبد الله، وصلاح جاهين، وثروت أباظة، ونجيب سرور،وكمال الملاخ، والمثال كامل جاويش و الرسام أحمد طوغان والمحامي الأديب عباس الأسواني وشاعر النيل حافظ إبراهيم وكامل الشناوي ومحمد عوده وكامل زهيري ومحمود السعدني وعبدالرحمن الخميسي وزكريا الحجاوي وإبراهيم منصور والشيخ أمام  , والبياتي وحسين الحلاق معين بسيسو ومحمد الفيتوري ومحمد أحمد نعمان السياسي اليمني والامير علي عبد الكريم سلطان الحج المخلوع وغيرهم ممن كانوا يحرصون على حضور نداوت نجيب محفوظ الأسبوعية التي كان يعقدها عصر يوم الجمعة منذ عام 1963 ,وكان ريش يقدم المشاريب والوجبات بتخفيض خاص من باب الحفاوه بضيوف الروائي الكبير .
وو فقا لعبد الرحمن الرافعي في كتابه (تاريخ مصر القومي 1914- 1921) فإن ريش ملتقى الأفندية من الطبقة الوسطى، ومقراً لدعاة الثورة والمتحدثون بشؤنها أو شؤون البلاد العامة يتجمعوا على موقف ثورى واحد للتصدي للملمات التى تواجه الأمة , و كان للمقهى دور كبير في ثورة عام 1919، وتردد أن صاحب المقهى في هذه الآونة كان عضوا في أحد أهم التنظيمات السرية، حيث وجدت بعد 80 عاماً من ثورة 1919 آلة لطبع المنشورات وذلك عقب شرخ في أحد جدران المقهي عقب زلزال 1992 واكتشف سرداب سريا وبه منشورات وآلات طباعه يدويه أثناء عمليات الترميم ,وفي العام 1972 انطلقت منه ثورة الأدباء، احتجاجاً على اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنعاني. كما أنه في ديسمبر عام 1919 شهد محاولة اغتيال رئيس الوزراء يوسف وهبة باشا الذى كلفه الإنجليز بتشكيل الوزارة على يد عريان سعد رفيق سعد غلول ,وتعاقد المقهى مع أم كلثوم
بصحبة الملحن الشيخ أبو العلا محمدللغناء كل خميس ,وشهد ريش أشهر قصص حب الوسط الأدبي والفني ثنائيات (روز اليوسف ومحمد عبد القدوس ) , (وأمل دنقل عبلة الروينى) , (وصافيناز كاظم ونجم ) الذى كتب قصيدته الشهيرة (يعيش المثقف على مقهي ريش, وكتب الشاعر نجيب سرور ديوانه الشهير (بروتوكولات حكماء ريش ) وقدمت فيه فرقة الفنان عزيز عيد أعمالها  المسرحية من بطولة الفنانة روز اليوسف ومحمد عبد القدوس ،
اغلقه الرئيس السادات بسبب مشادات ومناقشات ساخطه علي حكمه واتفاق السلام مع إسرائيل . . لعب المقهي وصاحبه دورا فى بارزا فى دعم وحماية ثورة يناير ,وكان ملجأ للثوار من سحابات الدخان والقمع البوليسي , وأشار الكاتب أحمد مراد لقصة المقهى ولسعد زغلول وثورة1919 ,( فلفل) كان أشهر  جرسوناته  لمدة نص قرن وحظىي باحترام أغلب زبائن المقهى وتزين ريش واجهتها بصورته وتحمل كلمة القدوة , هل يمكن لحزب الوفد ورجال أعماله  أن يلعبوا دورا وطنيا فى الحفاظ على مقهى كان جزءا أصيلا من تاريخ مصر وتاريخ الوفد وزعمائه ؟ السؤال الوجودي أمام المثقفين الأن كيف سندافع عن ريش كما دافع عنا ؟وننقذه من طوفان البيع ؟وهل كتب علينا أن نرى ضياع أجمل معالم القاهرة المعمارية والتاريخية والأثرية والثقافية ؟
(المعلومات التاريخية من موقع ويكيبديا )
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق