ميس, 02 أبريل 2015 م - 13 جمادى الآخر 1436 هـ
طارق عبدالفتاح
من مقالاته:
بدأ تفسخ وانهيار الوطن العربي بارتماء السادات في أحضان أمريكا وإسرائيل, واعتماد أمريكا كراعية وحامية وحاضنة لمصر واتفاقاتها مع إسرائيل! تم اصطياد العراق في فخ حقول الرميلة ثم دمر ونهب واغتيل علمائه, وأعيد للقرن الـ18, صعدت إيران لتملأ الفراغ العراقي السياسي والعسكري, وبسبب سقوط صدام، بدا للشعوب العربية أن إمكانية إسقاط باقي الأنظمة العربية ممكنا، مما مهد نفسيا لثورات الربيع العربي، ثم امتصت أمريكا وإسرائيل وبعض الأنظمة العربية المد الثوري الشعبي في الوطن العربي, وبدأ البناء المشترك لحوائط عالية لمنع الأمواج الثورية لما سمي بالربيع العربي من الوصول للعروش والممالك العربية.
وهنا تتفجر الأسئلة لماذا ترك الحوثيون حتي سيطروا على اليمن؟ وهل يمكن هزيمة مقاتلي الجبال بعاصفة جوية؟وما هي نوع المشاركة العسكرية المصرية الحالية؟ هل هي جوية؟ أم بحرية فقط بتأمين باب المندب؟ وهل تكرر مصر خطأ مشاركتها البرية في اليمن؟ وهل باب المندب يمكن أن يغلق حقا من قبل الحوثيين؟ وهل ستقف القوي الدولية مكتوفة الأيدي أمام إغلاق ممر ملاحي دولي مهم؟ وماذا إذا استمر القصف الجوي وبقيت صنعاء في أيدي الحوثيين؟ لقد تم ضرب الحوثيين عام 2009 جوا وبرا، وبعدها بـ 3 سنوات سيطروا على صنعاء؟
ومن سيقود القوة العربية العسكرية المشتركة ويمولها مستقبلاً؟ وهل ستتخوف بعض الأنظمة من أن تستخدم ضدها يوما ما؟ وأين كانت تلك القوة من الانهيارات والاستباحات للوطن العربي في فلسطين والعراق وليبيا وسوريا؟ ألم يكن التدخل العربي كفيلاً بأن يوفر علينا مليون قتيل عراقي و200 ألف سوري وعشرات الآلاف في ليبيا بخلاف ملايين النازحين، وكل هذا الخراب في الوطن العربي؟ ثم من هو عدو الوطن العربي الأول؟ هل هو إيران أم إسرائيل أم أمريكا أم تركيا؟
الأسئلة كثيرة، والإجابات قليلة والمعلومات شحيحة والشفافية مطلوبة, إن دعم وتسليح المعارضة اليمنية المناهضة للحوثيين ستفرض نفسها كحل عاقل للحرب البرية، ولكنه قد يأتي بشبح تقسيم اليمن، أو (تسوير اليمن!) بمعني تكرار النموذج السوري. إن الاستجابة المصرية لنداء العقل والحوار مع إثيوبيا في قضية حياة أو موت كمياه النيل، تتطلب تعقلاً وتدبراً أكبر قبل الموافقة على الانخراط في حرب برية لنا فيها سابق تجربة مريرة، وليس لنا فيها نفس النوق والجمال التي لنا في إثيوبيا.
غزا المغول بغداد عاصمة الخلافة العباسية عام 1258م بجيش من غير المسلمين وضم بعض القوات المسلمة! (نتاج تمزق جبهة المسلمين لمذاهب شتي!) وقتل نحو مليوني مواطن! وصار نهر دجلة أسود من الحبر من كثرة الكتب الملقاة به! وقتل الخليفة المستعصم دهسا بالخيول! واضطر هولاكو قائد المغول أن ينقل معسكره عكس الريح عن المدينة بسبب رائحة الدمار والموت!
المانع للمد الثوري الشعبي العربي يبني بتحقيق العدالة الاجتماعية وإطلاق الحريات والاستقلال الوطني والنهضة العلمية, والاستجابة لإرادة الشعوب وتطلعاتها وبنبذ الفرقة.
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق