خرابات مصر المباركية
24-3-2015 | 03:28
نقطة نور
نجح مبارك فى تحويل مصر إلى مجموعة خرابات ,وحول الفساد إلى منهاج عمل وأسلوب حياة ( أستيل ) , أسس أولا لفكرة النهب المقنن , حتى أن حسين سالم زراعه اليمني ومنظر عملية النهب الكبرى لمصر , عندما أراد شراء قطعة أرض خرافية المزايا , لتحويلها لمشروع سياحي , قال له الموظف أن هذا مستحيل لأن القانون يمنع ذلك , فطلب منه سالم أن يكتب له أرقام المواد التي تحظر بيع هذه الأرض المملوكة للشعب والدولة , ثم أصدر في الصباح قانونا بتعديل هذه المواد !, في دولة الفساد يمكن لطبال خلف راقصة رخيصة أن يصبح ملياردير وأمينا عاما لحزب عموم الفاسدين , ويمكن أن تترائي أوهام خلافة الأب بتوريث الابن في أحلام سيدة القصر الفاسد , ويمكن للتهريب عبر أنفاق غزة أن يستمر, لتتدفق ثمار الفساد على جانبي النفق خالقة مليونيرات الإنفاق , ,وفى دولة الفساد يتحول كل شيء لسلعة, فالتعليم بمراحله المختلفة يتحول إلى تجارة تدر مليارات ,مع انهيار موازي في المنتج التعليمي , والمحصلة أجيال جاهلة ليس فقط باللغة العربية ولكن بتخصصاتها , فيصبح لدينا فشل عام وخريج جاهل في تخصصه , بمعني مهندس فاشل , وطبيب جاهل ,وهكذا , والمحصلة عمارات منهارة وفشل في المنظومة الصحية , وتراجع في كل المهارات , ولكن سننجح في خلق طبقة مليونيرات التعليم , وهكذا يمكنك أن تنتقل من خرابة لأخرى لترى مدى التدمير الواقع , ولتدر مؤشر القنوات الدعوية لتتعرف على تجارة الدين ومليارديراتها , أو دور السينما لتتعرف على مقاولي هدم العقل والوجدان والأخلاق , مقاولي تدمير الأوطان, وهؤلاء طبقة المليونيرات , الذين لا نعرف مصادر وأصول أموالهم التي استثمروها في الإنتاج السينمائي , وهكذا لا يخلو قطاع حكومي أو خاص من طبقة المليونيرات وفوقها المليارديرات التي تقوم بدور ريادي فى التخريب والتدمير ,أذهب لقطاع البنوك وتعرف على أجور العاملين وشركة الاتصالات والمؤسسات القضائية ,وجهازي الشرطة والقوات لمسلحة , ثم أعرج على هيئة الاستثمار , ثم أنظر إلى ماكينات غسل الأدمغة في قنوات رجال المال ومليونيراتها من مقدمي برامج وملاكها ورؤساء تحرير برامجها , هكذا أستطاع مبارك بالقوانين أن يخلق في كل مؤسسة أنصار للفساد وحماة له ,يدافعون عنه ويجاهدون من اجل أن تستمر المنظومة وأن تعمل على تآكل المجتمع كله , لم أحدثك عن مافيا احتكار بيع السلع واللحوم ! فبلد كمصر بكل شواطئها ترتفع فيها أسعار الأسماك !
امتدت يد الفساد لكل القطاعات والمؤسسات وتم تكوين طبقة من القيادات في كل مكان تقود مسيرة التجريف والتدمير والنهب المنظم ,وتستفيد من ترسانة قوانين تشجع علي مزيد من النهب تحت شعارات زائفة من قبيل تشجيع الاستثمار وإزالة العقبات أمام المستثمر , وخلافه , مع استمرار سياسة الاقتراض والاستجابة لضغوط صندوق النكد الدولي .! وجملة سياسات تطحن الفقراء وتفتت الطبقة المتوسطة لصالح طبقة الأثرياء والمليونيرات والمليارديرات , هكذا صار لدينا مليارديرات الطبل والتطبيل بقيادة عز , ومليارديرات الإنفاق, ومليارديرات اللحوم والأسماك ,والسيارات ,والفاكهة والخضراوات , ومليارديرات مناجم الذهب والفضة , والبترول والغاز |, و مليارديرات القطاع الحكومي كله إيجازا, هكذا ستجد في كل مجال جاهل كبير أو فاسد عظيم يقود خرابه مهمة في مصر , حتى أن الوضع يتطلب إقامة نقابة أو إتحاد عام لخرابات مصر , أن منظومة خرابات مصر من القوة والترابط بحيث يصعب فكها,هي تقود وتحكم ,وتتوغل وتنتشر , ولم يجرؤ أحد على أن يدنو من سور خرائبها ,فمن يحاول فك ضفائرها تلتف حول رقبته ,ومن يحاول الاقتراب من قصور الفساد مفقود
مفقود مفقود ياولدي .
خبير إعلامي
tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق