نشر في جريدة الدستور 4 ديسمبر2014
نهاية الإسلام السياسى
ما حدث يوم 28 نوفمبر يدعوإلى ضرورة الحسم تجاه تيار
الإسلام السياسى برمته والإ فأن مستقبل البلاد كله فى خطر ..وهذا الحسم يتحدد
فى ضرورة الإسراع بإصدار بالأحكام القضائية الناجزة ضد
جماعة الإخوان ومن لف لفهم وضرورة الفصل التام بين السياسة والدين ومنع الأحزاب
الدينية !فهذا مخالف للدستور ولابد من تحقيق مزيد من النجاحات فى محاصرة الإرهاب
على الأرض وتعديل إتفاقات كامب ديفيد الأمنية .
المواجهة الفكرية أهم من الأمنية وتتطلب وضع إستراتيجية
شاملة للنهوض بالتعليم وإستراتيجية إعلامية لدحض الأفكار التكفيرية والتدخل
لتنقية مناهج الأزهر من الفتاوى والدراسات المتخلفة
والتكفيرية !ولابد من النهوض بالأزهر الشريف ليلعب دورا حقيقيا فى معركة التنوير.
الثورة الثقافية التنويرية أصبحت ضرورة وعدم نشر الدين الإسلامى الوسطى الحقيقى
يعد خيانة للوطن كله ....أن تكرار جريمة السادات فى السبعينات بدعم الإسلام
السياسى وإستخدامه لضرب اليسار سيؤدى لكارثة لا خروج منها ..ولابد من دعم النشاط
السياسى السلمى بالجامعات ودعم التجربة الحزبية .
رفع المصاحف رغم إرتباطه بالفتنة الكبرى كان هدفه سرقة
إنتصار
الأمام على أبن أبى طالب على جيش معاوية ......ودهاء عمر
بن العاص برفع المصاحف كانت نتيجته حقن مزيد من الدماء ! ولكن الجبهة السلفية
والإخوان وكل هذه الفرق المتشابهة الملتحفة بالدين كان تهدف لأن تداس المصاحف تحت
أقدام الجيش والشرطة..فتنفجر ثورة شعبية دينية شاملة! منتهى الغباء والسذاجة السياسية ! السذاجة
تتجسد فى الإعلان عن رفع المصاحف ! لأنك اذا أردت خلق هذه الفتنة فعليك أن تخفى ما
تنوى أن تفعله لا أن تعلنه ! ثانيا أن الفكرة تتسم بالغباء فسياق ما حدث فى الفتنة
الكبرى تاريخيا مختلف !.وحتى عندما أستخدم أنصار الخومينى نفس الأسلوب فى الثورة
الإيرانية كانت الأسباب الإجتماعية والسياسية مختلفة تماما وكانت أسباب الثورة
كامنة ولم يكن المصحف هو المفجر للثورة !!
من نتائج جمعة المصاحف: 1- أزدياد الكرهية الشاملة لهذه الجماعة وتصدى الشعب لهم .
2 – مبالغة إستخدام
الداخلية لتعبير الرصاص الحى لم تكن موفقة .
3- تسخين زائد وتهويل من وسائل الإعلام (ما نشيت الأخبار
بالأحمر مثلا
( بالرصاص الحى ) !
4- إنكشاف كامل للإسلام السياسى وعجزه عن الحشد
!
5- الإستعداد الأمنى أكبر بكثير
من التهديد.
6- زيادة إرتباط المواطن
بالنظام السياسى الحاكم .
الإسلام السياسى هو العقبة الحقيقية ليس فقط أمام
التنمية والإستقرار
ولكنه عقبة أمام أى إحتجاجات جماهيرية لتحسين أوضاع
المعيشة ! لرفض الشعب المشاركة حتى لا تستغل من قبلهم.
المبالغة
فى الإستعدادات والتحذيرات الأمنية كانت بمثابة
بروفة أولية وإستعراض قوى وتحذير مسبق لأى مظاهرات
محتملة قادمة خاصة فى 25 يناير القادم .
الحسم أو الفوضى !
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق