الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

مطروح..والعيد !

نشر في جريدة الدستور11 أكتوبر 2014
مطروح ..والعيد !

هالنى ما أصاب مرسى مطروح وأهلها من تغير ..!أخبرنى سائق التاكسى المطروحى .. (بأن فتح الحدود مع ليبيا مع الفوضى الأمنية أتاح لكثيرين أن يتحولوا لمليونيرات نتاج تجارة السلاح !..و الناس هنا تتاجر بالمصايف و المخدرات وبيع الشقق والشاليهات وتأجيرها بعد  الطفرة العمرانية التى شهدتها المدينة والتى جعلت المصايف تجارة لا تقل ربحا عن المخدرات).
منذ ثلاثين عاما أو يزيد لم تكن مطروح سوى قطعة من الصحراء وكل سواحلها جميلة ساحرة ..وكان طابعها المخيمات المخصصة من قبل الأندية والشركات للتصييف ..مع فندق واحد أو أثنان على الأكثر ..وكانت وسيلة المواصلات الوحيدة هى الكارتة (عربة يجرها حمار وتقل نحو 6 ) الكارتة والخيمة كانتا لهما متعة خاصة !حيث تتسق مع  الطبيعة بمفرداتها الأثنوجرافية الملائمة ....أما الأن فقد طغت الكتل الأسمنتية وأحتلت كل مرسى مطروح ..أختفت المخيمات والكارتة ..وأصبحت مرسى مطروح شاطىء سياحى كل حركة ونفس فيه بالجنيهات !
فالشواطىء  خاصة دخولها برسوم تصل فى المتوسط 40  جنية بالشمسية والكراسى والطاولة للأسرة متوسطة العدد ! والليلة فى الفنادق وصلت لإرقام فلكية ! حتى أن سائق التاكسى يقسم لى أن الليلة الواحدة فى شقة قريبة من البحر تعدت ال 1000جنية  فى عيد الفطر الماضى !!والتاكسيات رفعت أسعار التوصيلات أربعة مرات !
الشواطىء تنتشر بها موتسيكلات البحر والألعاب الترفيهية التى تعتمد على اللنشات مما لوث المياه ويعرض المستحمين للخطر .!
 القوات المسلحة تمتلك أجمل شواطىء المدينة( الأبيض والبوسيت ) باقى الشواطىء تعانى الإهمال !.. مسموح للمدنيين الدخول الإ أنه يكلف 50 جنية فى المتوسط للأسرة المكونة من 3 أشخاص فى الشهور العادية !أما الإقامة فى فنادق القوات المسلحة فهى تتعدى  ال 300 جنية بدون أى وجبات فى شهر سبتمبر الضعيف الأقبال !
وهكذا تحولت مرسى مطروح التى تغنت بها ليلى مراد إلى سوبر ماركت كبير !
مازالت مياه الشرب فى كثير من المناطق مالحة!وهى مشكلة تعانى منها مطروح رغم وجود محطات تحلية مياة كما سمعت !فالمصيف لمطروح عليه أن يدفع فوق فاتورة إيجاره تكلفة المياه المعدنية والمواصلات حيث أن التاكسى هو الوسيلة الأكثر توافرا وأسعار الشواطىء ويتحمل أرتفاعا عاما فى أسعار كل شىء! .....ولكن سحر مطروح المعهود مازال باقيا ....راعنى عدد المنتقبات وأصحاب اللحى وهم يسبحون بكامل ملابسهم فى أغلب الشواطىء حتى فى شواطىء القوات المسلحة !
أكثر الشواطىء بهائا ونظافة وجمالا حتى مياه البحر نفسه هى تلك المملوكة للقوات المسلحة! ولهذا أتسأل لماذا لا تقوم القوات المسلحة برعاية عدة شواطىء خاصة أخرى مع فتحها للعامة ! بأسعار فى متناولهم ..سواء فى مطروح وغيرها من شواطىء مصر ..للحفاظ على سمعة مصر السياحية والساحلية .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق