الاثنين، 29 سبتمبر 2014

خالد صالح وداعا

خالد صالح وداعا

هو عام رحيل المبدعين والمناضلين بكل جدارة .....خالد صالح الممثل الذى ولد نجما ومتفجرا ..طاقة تعبيرية مهولة ...تأخرت عنه الأضواء ولم تتلكأ عنه الموهبة ..حيث ولد بها ..هو أنضج أبناء هذا الجيل وأفضلهم على الأطلاق ..عرفه الناس متأخرا وكان تأخر ظهوره يحمل علامات التشكيك فى الوسط الفنى كله ومعاييره ويشكك فى جدوى الحياة نفسها فعندما تتأخر الموهبة لهذا الحد ..فهذا تقصيرا من وسط فنى معاييره فاسدة ومختلة لا أكثر ولا أقل ...لم أبالغ عندما قلت أنه ولد نجما ..فمن شاهده يؤدى ويمثل على مسرح الجامعة وهو طالب بكلية الحقوق فى مسرحية الكمامة ..مثلا ويضع مكياجا لرجل كبير ! سيتأكد أنه أمام ممثل ناضج وكأنه يمثل منذ نصف قرن مضى ....خالد صالح قيمة فنية حقيقية وتأخر ظهور موهبته ليس تقصيرا منه بل يثبت أن الوسط الفنى أنحرف بالفن وتحول لظاهرة تجارية رخيصة .! ..ولو كانت هناك معايير سليمة لعرفنا موهبة خالد صالح منذ أكثر من ربع قرن ولأمتع مشاهديه باعمال فنية راقية ....أنظروا إلى أدزاره فى يعقوبيان والتى جسد فيها شخصية اقتربت كثير من شخصية كمال الشاذلى ! أنظروا إلى قوته التعبيرية أمام اكبر نجوم الفن ودوره مثلا فى هى فوضى ( واللى ملوش خير فى أمين شرطة فاسد ..مالوش خير فى مصر !) ...هذا الممثل مثقف ثقافة الحياة وتجاربها ومعاناتها ...... خالد صالح يرحل فى الخمسين بعد أن تعرف عليه الجمهور ووضعه نجما خلال أقل من 10 سنوات فقط ...قلبه لم يتحمل ...خالد صالح فنان شديد الحساسية والرومانسية وربما اسهم كثيرة مزقت هذا القلب حبا لم يتم ...ولكن عشقه الحقيقى فى تقديرى كان للفن وللمسرح بشكل خاص ....خالد صالح وضع جائزة من ماله الخاص لتكون جائزة مسرحية ..فعل ما لم تفعله مؤسسات الدولة ..ولم يفعله نجوم فن أكثر قدما وشهرة ومالا منه ..........وهذا ما يؤكد إيمانه الحقيقى بفن المسرح وبأن طريق الهواة هو طريق الفن الحقيقى ...خالد صالح لم يتحمل قلبه كل هذا العشق للفن وللمسرح وللحب وللحياة ....................هذا الجيل جيلى ...حقا يستنزف قبل أن يصل ورحلته أكثر قسوة ..ولكن عطره أيضا يبقى أطول .....خالد صالح أتمنى أن تسامحنى أذا أفترقت بنا الدروب ...سامحنى لأنى لم أقترب منك بما يكفى ..أنت  بالفعل كنت أكثر نضجا منى وكنت أسرع إحتراقا أيضا ....برحيل أكثر أبناء الجيل موهبة فى مجال التمثيل أوجه حديثى لأبناء جيلى...تعلموا درس الحياة والمثابرة من خالد صالح فهو لم يهتز إيمانه بموهبته لحظة رغم أنه وصل للأربعين من عمره ولم يكن أحدا يعرفه ! نحت صخر المسرح ولم يبحث عن شهرة سريعة عبر السينما أو الفيديو ولكنه أختار الطريق الطويل الصحيح ..طريق الكفاح المسرحى وراكم خبراته وصقل أدواته وأستمتع وأمتع مشاهديه وكلل الله جهده خيرا  ...لا تيأسوا وثابروا ..وسوف تحققوا أحلامكم أذا كنتم تستحقون حقا .
أم العملية الفنية فهى تحتاج لإعادة صياغة ووضع معايير سليمة ...ولابد أن تحدث ثورة فنية حقيقية حتى لا تغتال مواهب كثيرة قادمة ......تحياتى لفنك الجميل وليرحمك الله يا خالد يا صالح .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى

Tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق