نشر في جريدة الآسبوع 19 مايو 2014
السيسى وماسبيرو
يولى المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى إهتماما عظيما بدور الإعلام فى معركة مصر
الحالية وبدا ذلك واضحا فى إجتماعه بالإعلاميين وحديثه عن حرب المعلومات ودور
الإعلام فى توحيد الأمة والنهوض بها كما أنه أظهر أهتماما ووعيا كبيرا بالأرقام فقال
أن ماسبيرو به 43 ألف موظف يتقاضون 220 مليون جنية شهريا هذا أمر يثقل الموازنة
العامة بلا شكل ولكنه أكد أنه لن يقترب من هذه الأجور المرتفعة لأن معناها خرابا
لبيوت كثيرة.
والتصريح دقيق والتعامل معه يؤكد حرص السيسى حال فوزه بالإنتخابات الرئاسية
على حماية المواطنين وعدم الإضرار بهم ..وهذا يستتبع بالضرورة وضع خططا بديلة لوقف
الإهدار فى المال العام ..فاللواء طارق المهدى عندما تولى الأشراف على مبنى
الأذاعة والتليفزيون أستطاع أن يسد ثغرات كثيرة كانت ملايين الجنيهات تتسرب منها
مما مكنه من وضع أفضل لوائح للأجور للعاملين بماسبيرو ودعونا نوضح أن وضع ماسبيرو
مسئول عنه السيد صفوت الشريف الذى أراد التوسع فى إنشاء القنوات وتقديم مصر بريادة
كمية من القنوات ! كما أنه أنشأ قطاعا للأمن يضم الأن أكثر من ثمانية آلاف موظف
!ولا يمكن تسريحهم أو غيرهم من الموظفين فليس خطأهم أن وزيرا للإعلام أسس أكثر من
23 قناة تليفزيونية وعشرات المحطات الإذاعية ! ويجب أن يكون واضحا أنه أذا كان
ماسبيرو يضم 43 الف موظف فأن الإعلاميين
لا يتجاوزون الخمسة آلاف إعلامى ما بين مقدم برامج ومعد ومخرج ومصور ومونتير
..ولكن يمكن الإستفادة من تجربة اللواء طارق المهدى فى ضبط الجوانب المالية
والإدارية ..كما أن الغاء الإدارات والوظائف الوهمية و إعادة توزيع العمالة
المتكدسة فى إدارات بعينها ونقلهم إلى
إدارت أخرى سيخلق إستفادة كبيرة من كل الطاقات ..كما أن تخفيضا بنسبة 10 % فقط من
أجور جميع القيادات ومن مديرى العموم
الكثر سيوفر ملايين أخرى ! وسيعطى القدوة والإقتناع فيمكن تخفيض 5% فقط من
الدرجة الأولى وإبقاء أجور الثانية والثالثة كما هى.
أن الأهم من كل ذلك هو تفعيل الإدارات الذهبية فى ماسبيرو أى التى كانت تدر
ذهبا لوزارة الإعلام وهى قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج ووحدة الإنتاج
المتميز بالمتخصصة والتى توقفت جميعها عن الإنتاج تماما من سنوات !..فمصر كانت
رائدة فى الإنتاج الدرامى وتستطيع مواصلة دورها وإستعادة مكانتها الريادية
الدرامية وهو مجال لم يعد ينافسنا فيه أحد بعد الحرب التى دمرت ضمن ما دمرت
الإنتاج الدرامى السورى ..وهنا يجب أن نمنع تقديم المسلسلات التركية فى جميع
قنواتنا الرسمية والخاصة لجملة أسباب أولها أن الدراما التركية تافهة وتصدر قيما
تتناقض مع قيم مجتمعنا ..ثانيا الحكومة
التركية تأخذ موقفا معاديا من مصر 30 يونيو وتدرب جيشا على حدودنا مع ليبيا ويصبح
من الخيانة عرض أعمالهم على شاشتنا !ثالثا حماية الإنتاج الدرامى المصرى يتطلب منع
هذه المخدرات المسماة ....مسلسلات تركية .
ماسبيرو يحتاج الكثير من العمل ومن تغيير الفلسفات والأشخاص والفكر فلا
يمكن الإبقاء على قيادات تنتمى فكرا وإخلاصا لنظام (مبارك الإخوان ) ..لابد من ضخ
دماء جديدة فى شرايين ماسبيرو المريض ..كما أن تأسيس قناة مصرية تتصدى لتحريض
وأكاذيب الجزيرة صار ضرورة إعلامية ....والمشير السيسى ضابطا مثقفا
يذكرنا بدور ضباط جمعوا بين الإلتزام بالوطنية العسكرية وبين الثقافة بداية
من أحمد عرابى والشاعر محمود سامى (رب السيف والقلم ) أحد زعماء الثورة العرابية
..ومرورا بعبد القادر حاتم أبو الإعلام المصرى الذي وضع البنية الأساسية للإعلام المصري في الخمسينات وأنشأ
أول وكالة للإنباء وأقام ماسبيرو في الستينيات
والذى وضع
الإستراتيجية الإعلامية لثورة يوليو 52 .. فهل لدينا
إستراتيجية إعلامية لثورة 25 – 30 يونيو ؟
وهناك يوسف السباعى وثروت عكاشة ..وما أحوجنا الأن لوضع إستراتيجية جديدة تضم الإعلام والثقافة معا تحت مظلة هيئة مستقلة منتخبة لهذه المؤسسة الأهم فى إدارة المعركة ضد الإرهاب والجهل والرجعية .
وهناك يوسف السباعى وثروت عكاشة ..وما أحوجنا الأن لوضع إستراتيجية جديدة تضم الإعلام والثقافة معا تحت مظلة هيئة مستقلة منتخبة لهذه المؤسسة الأهم فى إدارة المعركة ضد الإرهاب والجهل والرجعية .
ترى هل يأتى اليوم الذى يهرب فيه الإعلامى من القنوات الخاصة ويبذل جهدا
حتى يعمل فى ماسبيرو تليفزيون الشعب المصرى المعبر عن ثورته وآماله وطموحاته.
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق