نشر في جريدة الدستور 19 مايو 2014
شاركوا بالملايين
مصر تنتخب رئيسا جديدا تصحيحا لمسار حاد بهويتها
ومستقبلها وكاد أن يلقى بها فى صحارى التيه والضياع والتقسيم والخراب كلا
المرشحيين له تاريخ وطنى ناصع ومشرف ..وكلاهما متقاربان فى العمروملامح برنامجيهما
أيضا تتشابه وفى خلفية المرشحين ظل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يمتد ويفرض نفسه
على المشهد لأننا أمام إستحقاقات تشبه أهداف ثورة يوليو 52 عدالة إجتماعية
وإستقلال وطنى وحياة ديمقراطية سليمة وتصنيع وتنمية و إعادة هيكلة لمؤسسات الدولة
..كيف نختار أذن ؟ دعونا نتفق على أن المشاركة ضرورية حتى ولو قررت إبطال صوتك
!خطأ تصور أن الأمر محسوم لمرشح بعينه ! فصباحى نفسه رفض هذا الكلام ! وحتى لو كان
هناك مرشح يتمتع بشعبية كبيرة فأن ما يكسب العملية الإنتخابية مصداقيتها أن يحصل
المنافس على عدد محترم من الأصوات حال خسارته وأتمنى الأ يأتى الفارق فى الأصوات بينهما
كبيرا حتى يمثل ذلك جرس إنذار للحاكم القادم
... المرشح الأقرب لتحقيق مطلبى العدالة الإجتماعية والإنتقالية هو الأفضل
..هذا طبعا أذا كنت تنتمى للطبقة الفقيرة أو المتوسطة ..المرشح الأقرب إلى تحقيق
أهداف ثورة 25/30 هو الأفضل ..وفى النهاية سواء فاز المشير السيسى أو السيد حمدين
صباحى فأن مصر هى الفائزة وستطوى صفحة من القلق والخوف الوطنى لتبدأ صفحة جديدة
تواجه فيها معارك عدة منها معركة التنمية والقضاء على الفساد والإرهاب ...الخاسر
فى الإنتخابات سيقلد زعيما للمعارضة الوطنية وستكون فرصته أكبر حال فشل الفائز فى
تحقيق أحلام الملايين ...أذا ليس هناك خاسر بالمعنى المطلق ..سوى الإرهابيين
والفاسدين وخفافيش الأنظمة التى ثار ضدها الشعب المصرى مرتين فى أقل من عامين
المشاركة نوعا من أداء الواجب الوطنى وستفخر به أمام أحفادك وأبنائك الصغار لأنك
صنعت التاريخ ..... مطلوب تأمين مقار الإنتخابات والفصل فى كل الطعون والشفافية
والموضوعية من الإعلام ..ومطلوب أيضا إعترافا من الخاسر بنجاح منافسه ومطلوب من
الرئيس القادم الإستفادة من قدرات معارضية وعدم إقصائهم فهو رئيسا لكل المصريين .
أمامنا تحديات جسام أهمها ملف الأمن القومى وتحقيق
العدالة الإجتماعية دون تأجيل و سد النهضة وبناء فلسفة جديدة لسياستنا الخارجية
وتطهير أجهزة الدولة من الفاسدين والإرهابيين وتحقيق إستقلال القضاء.....وأذا لم
يكن الرئيس القادم قادرا على تحقيق الوعود ...فسيخرج الشعب ليخلعه مجددا وسيختار
رئيسا جديدا بنفس الطريقة ...لايجب أن
يتوهم أحد أن خداع الشعب أمر ممكن أو أن
التأخر أو التراجع عن وعوده له أمر سيمر دون عقاب الشعب المصرى لم يعد
صبورا وسيمنح الرئيس القادم عاما أو عامين على الأكثر لكى يرى ملامح طريق الأمل
والمستقبل ..ولن يصبر أكثر من ذلك ....عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
Tarekart64@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق