الخميس، 14 مارس 2013

عقدة الميدان

عقدة الميدان
نشر في جريدة المشهد 10/3/2013
تحول ميدان التحرير إلى عقدة نفسية وشماعة لفشل الحكومة والإخوان فهو السبب فى تعطل عجلة الإنتاج ! وهو سبب الإنهيار الإقتصادى وكأن فى باطنه بترول وذهب ! فتكررت محاولات إقتحامه !والميدان يمثل عقدة نفسية أيضا لتيار الإسلام السياسى الذى منع الثوار دخولهم للميدان بعد مواقفهم المعادية للثورة !
هذا التيار الذى سارع بعض أفراده بمحو رسوم الثوار الجرافيتية !فى عداء سافر لكل أشكال الفن والتعبير والحرية !يذكر الميدان كثير من المنتمين لهذا التيار المتأسلم بمواقفهم المتخاذلة وهروبهم من الميدان وتحالفهم مع الإخوان ضد الثورة ! ويذكرهم بأنهم أدانوا ضحايا الإغتصاب والأنتهاك وتسألوا فى خبث وتآمر ما الذى قاد المتظاهرات للميدان ! وبلغ الفجر بالبعض أن يتهم  المتظاهرات بإنهن ذهبن لكى يغتصبن ! هكذا يمثل تبرير الإغتصاب  نوعا غير مسبوق من الدعارة السياسية لبعض فصائل هذا التيار المتاجر بالدين والذى كان منوطا به أن يكون أول المدافعين عن الشرف والعرض !اذا كان لهذا التيار علاقة حقيقية بقيم الدين الإسلامى !
والميدان يمثل عقدة نفسية للداخلية كقاعدة أنطلقت منه الموجة الأولى لثورة يناير ضد ممارسات الداخلية القمعية ونجح فى إسقاط داخلية العادلى ثم أستمر دور الميدان فى ظل حكم المجلس العسكرى وحكم مرسى  وهو نفس المكان الذى حرق فيه المتظاهرون سيارات ومدرعات وزارة الداخلية فى كل موجات الثورة المتعاقبة وهو نفس المكان الذى ضبط الثوار بلطجبة الداخلية وبعض رجالها المدسوسين فى الميدان !وميدان التحرير يمثل عقدة لرئيس الوزراء الذى فشل فى دخوله حيث رفض الثوار إستقباله وطردوه بالطوب من الميدان !الميدان سيظل يؤرق جماعة الإخوان ويذكرهم بجرائمهم وتخليهم عن الثوار وهو فى كل الأوقات سيمثل عنصر ضغط على القيادة السياسية وسيظل يذكر بأن أهداف الثورة لم تتحقق حتى الأن وبأن دماء الشهداء التى روت الميدان والشوارع الممتدة منه مازالت تصرخ وتشير إلى القاتلين والمتواطئين والحانثين بالوعود وعود إعادة الحقوق للشهداء والمصابين والمفقوعة عيونهم !سيظل الميدان كابوسا لجماعة الإخوان ولقطاع عريض من أعداء الثورة !...مبروك لكم فتح الميدان فمن قبل أعلنتم أمام جامع عمرو بن العاص أنكم ستفتحون مصر مرة ثانية وأن الإسلام يعود !..فتح الميدان يأتى بعد عمليات الإغتصاب الممنهج فى الميدان وبعد إغتيال النشطاء وبعد شيطنة الميدان وتشويه الثورة والثوار ...ولكن الغائب عن فاتحى الميدان أن الثورة كالبحر موجات تنخفض هنا لترتفع هناك ..ومدن وميادين مصر تغلى رفضا ومقاومة وعصيانا...فالثورة ليست ميدان التحرير ولا الإتحادية ولا القاهرة كلها الثورة تسرى فى مصر كلها الأ تفهمون الأ تشعرون ؟ الأ تكبرون !
مما يؤكد أن رمزية الميدان هى ما تزعج أعداء الثورة أن الشوارع المحيطة بالميدان كلها محصنة ومسدودة بأسوار حجرية كبيرة أغلقت كل المنطقة المؤدية لوزارة الداخلية ! ولكننا لم نسمع هؤلاء المدافعين عن سيولة المرور و مصالح الناس يتحدثون عن ضرورة آزالة هذه الجدران الحجرية القبيحة التى أعاقت المرور فى كل المنطقة المحيطة بالداخلية ! فالقضية ليست بالنسبة لهم قضية مرور أو مصالح معطلة أو عجل إنتاج ! القضية أن ميدان التحرير يذكرهم بندالتهم وبجرائمهم وبخياناتهم! يذكرهم  بالدماء التى سفكوها وبالدماء التى تقاعسوا عن حمايتها وتخلوا عن إعادة حقوقها ويذكرهم الميدان بجرائم الإغتصاب الممنهج التى أرتكبوها فى حق المتظاهرات ويذكرهم بجرائم البلطجة ودس المجرمين بين الثوار عمدا لتشويه الثورة ويذكرهم  قبل كل شىء بأن الثورة مستمرة وهذا ما يؤلمهم !
الميدان أيضا يمثل عقدة نفسية لعدد من الشخصيات الإنتهازية والمتحولين والخدم الذين حاولوا ركوب الموجة الثورية وغسل تواطئهم مع نظام مبارك ومع كل نظام يصل للسلطة القائمة تضم سياسين وفنانيين وإعلاميين. لم ينخدع الميدان بشهرتهم وفضحهم وطردهم فورا !
أن دهس زهور الثورة لا يمكنه أبدا أن يؤجل قدوم الربيع ..
ميادين مصر أزهرت والثورة مستمرة .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
trekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق