نشر في جريدة المشهد
أسباب التفاؤل
28-12-2012 | 15:46
طارق عبد الفتاح
رغم حالة الإكتئاب العام ورغم أن أشباحا سوداء تحوم فى سماء مصر منها شبح الحرب الأهلية وشبح الدولة الدينية الفاشية وشبح الإفلاس الاقتصادي.. ورغم التزوير و الخوف الساكن فى قلوب الكثيرين ورغم أن سيناريو تفجيرات وترويع وتصفيات جسدية للخصوم وارد حدوثه ..ولكن أزهار الأمل تتفتح منها : توحد قوى المعارضة لأول مرة لدرجة أن جبهة الإنقاذ ستخوض الإنتخابات القادمة فى قائمة موحدة..
أيضا لم يعد الحشد حصرا على تيار الإسلام السياسى فشهدنا مليونيات متعددة.. بل أن إمتلاك هذا التيار للصندوق لم يعد أمرا واقعا فرغم إستخدام كل أشكال التزوير فأن المعارضة نجحت فى تحقيق نسبة تعد الأعلى.. بل أن إحتكار تيار الإسلام السياسى للعنف أنكسر فى جمعة كشف الحساب وما بعدها من حرق أتوبيسات الجماعة ومقارها وفى سقوط قتلى من الإخوان فى محيط الإتحادية . الأهم هو وقوف (الدولة العظيمة) وليس (الدولة العميقة) أمام مخطط أخونة الدولة ونظرة متعمقة لموقف العائلة القضائية والإعلامية والأزهر ووزارة الداخلية ولمؤسسة القوات المسلحة فى إعلانها الأخير بحظر بيع أو تملك أو تأجير الأراضى فى سيناء هذه كلها مؤشرات أن مخطط الأخونة لن يمر ويصطدم بالفعل برواسى وصخور وجبال شامخة..
وتتوالى الأقنعة الساقطة بالقبض على عنصر حمساوى فى الإعتداء على الزند كاشفا للمصريين قبح الماضى القريب ومن هو الطرف الثالث!..وفى فيديو البرهامى تكشف لنا قبح ما يدبر لمستقبل البلاد وغياب معانى الحرية من فكرهم وبرنامجهم ودستورهم بالأدلة الموثقة أمام الرأى العام ! ناهيك عن سقوطهم الأخلاقى الذى كشفهم أمام الشعب كتجار دين ! رفع الأسعار سيلى الإستفتاء ليكتوى الشعب بقبح نظام جماعة الإخوان التى لا مكان للفقراء أو العدالة الإجتماعية فى قاموسها ! ومع (نعم) الإستفتائية المزيفة سيكون على فصيل الإخوان مواجهة نارين أولهما هو جموع الشعب التى زورت إرادتها والتى ستقاوم قوانين الأخونة وهذه الجبهة ستزداد توحدا بحكم المصير الذى دفعت له... النار الأخرى تتمثل فى السلفية الوهابية التى ساندت الإخوان رغم الخلافات الجوهرية بينهما التى تصل حد التكفير ستطالب هذه الجبهة بسرعة تطبيق مفهومها الخاص للشريعة الإسلامية ولأن هذا الأمر لن يكون جاهزا على طاولة الإخوان السياسية سريعا لأسباب محلية ودولية متعددة فأن التأجيل سيترجم خيانة وتراجع وكفر! مما سيقود لصراع دموى داخل تيار الإسلام السياسى! إنكشاف مخططات الإخوان والسلفيين يعطى مزيدا من الأمل فقد أنزعج المصريين من فكرة توطين الفلسطينين فى سيناء وهى الفكرة التى تصدت لها القوات المسلحة فى بيانها الخطير الذى قدم رسالة لا تحتمل اللبس بأن العبث بالأمن القومى خط أحمر ! وأعطت الأمل بأن الجيش سيكون جزء أساسيا من اللعبة السياسية.
معركة الانتخابات لن تكون سهلة ولا يمكن حتى بالتزوير أن ينجح تيار الإسلام السياسى فى تحقيق نسبة كبيرة .....وستخلق خبرة بقايا الحزب الوطنى وحزب الوفد وجزء من المعارضة خريطة برلمانية مختلفة ....فالاستفتاء يختلف عن الإنتخابات ومن يملك القدرة المالية الكبيرة هما تيار الإسلام السياسى والحزب الوطنى القديم..وأغلب الظن ستتحكم الخبرة والأموال فى إدارة العملية الإنتخابية ولكنى أتوقع أن يفاجئنا الحزب الوطنى بتحقيق نسبة كبيرة ربما تصل 40% من مقاعد البرلمان وستأتى نسبة الإخوان 20 % فقط والسلفيين قد يحققوا نسبة 15 % بينما ستحقق جبهة الإنقاذ نسبة ال 25%.
وهذا معناه أن حزب الأكثرية سيكون هو الحزب الوطنى وهذه ستمثل مرحلة غامضة من الثورة حيث سيكون بإمكانه عقد تحالفات مع جبهة الإنقاذ فى مواجهة تحالف الإخوان مع السلفيين.. وربما تتغير اللعبة فيتحالف الوطنى مع الإخوان فى مواجهة السلفيين والإنقاذ ! ولكن فى كل الأحوال ستتقلص وتتحدد قوة تيار الإسلام السياسى وهى مرحلة يمكن البناء عليها ثوريا وسيكون أهم أهدافها وتحدياتها إسقاط الدستور الفاسد وبناء خطط تنمية حقيقية تراعى فقراء مصر وتقلص من البطالة وتفتح نوافذ الحرية وتحيل شعارات الثورة إلى واقع ملموس على الأرض.
-------------
*خبير إعلامى
. tarekart64@hotmail.com
رابط مختصر:
أسباب التفاؤل
طارق عبد الفتاح
رغم حالة الإكتئاب العام ورغم أن أشباحا سوداء تحوم فى سماء مصر منها شبح الحرب الأهلية وشبح الدولة الدينية الفاشية وشبح الإفلاس الاقتصادي.. ورغم التزوير و الخوف الساكن فى قلوب الكثيرين ورغم أن سيناريو تفجيرات وترويع وتصفيات جسدية للخصوم وارد حدوثه ..ولكن أزهار الأمل تتفتح منها : توحد قوى المعارضة لأول مرة لدرجة أن جبهة الإنقاذ ستخوض الإنتخابات القادمة فى قائمة موحدة..
أيضا لم يعد الحشد حصرا على تيار الإسلام السياسى فشهدنا مليونيات متعددة.. بل أن إمتلاك هذا التيار للصندوق لم يعد أمرا واقعا فرغم إستخدام كل أشكال التزوير فأن المعارضة نجحت فى تحقيق نسبة تعد الأعلى.. بل أن إحتكار تيار الإسلام السياسى للعنف أنكسر فى جمعة كشف الحساب وما بعدها من حرق أتوبيسات الجماعة ومقارها وفى سقوط قتلى من الإخوان فى محيط الإتحادية . الأهم هو وقوف (الدولة العظيمة) وليس (الدولة العميقة) أمام مخطط أخونة الدولة ونظرة متعمقة لموقف العائلة القضائية والإعلامية والأزهر ووزارة الداخلية ولمؤسسة القوات المسلحة فى إعلانها الأخير بحظر بيع أو تملك أو تأجير الأراضى فى سيناء هذه كلها مؤشرات أن مخطط الأخونة لن يمر ويصطدم بالفعل برواسى وصخور وجبال شامخة..
وتتوالى الأقنعة الساقطة بالقبض على عنصر حمساوى فى الإعتداء على الزند كاشفا للمصريين قبح الماضى القريب ومن هو الطرف الثالث!..وفى فيديو البرهامى تكشف لنا قبح ما يدبر لمستقبل البلاد وغياب معانى الحرية من فكرهم وبرنامجهم ودستورهم بالأدلة الموثقة أمام الرأى العام ! ناهيك عن سقوطهم الأخلاقى الذى كشفهم أمام الشعب كتجار دين ! رفع الأسعار سيلى الإستفتاء ليكتوى الشعب بقبح نظام جماعة الإخوان التى لا مكان للفقراء أو العدالة الإجتماعية فى قاموسها ! ومع (نعم) الإستفتائية المزيفة سيكون على فصيل الإخوان مواجهة نارين أولهما هو جموع الشعب التى زورت إرادتها والتى ستقاوم قوانين الأخونة وهذه الجبهة ستزداد توحدا بحكم المصير الذى دفعت له... النار الأخرى تتمثل فى السلفية الوهابية التى ساندت الإخوان رغم الخلافات الجوهرية بينهما التى تصل حد التكفير ستطالب هذه الجبهة بسرعة تطبيق مفهومها الخاص للشريعة الإسلامية ولأن هذا الأمر لن يكون جاهزا على طاولة الإخوان السياسية سريعا لأسباب محلية ودولية متعددة فأن التأجيل سيترجم خيانة وتراجع وكفر! مما سيقود لصراع دموى داخل تيار الإسلام السياسى! إنكشاف مخططات الإخوان والسلفيين يعطى مزيدا من الأمل فقد أنزعج المصريين من فكرة توطين الفلسطينين فى سيناء وهى الفكرة التى تصدت لها القوات المسلحة فى بيانها الخطير الذى قدم رسالة لا تحتمل اللبس بأن العبث بالأمن القومى خط أحمر ! وأعطت الأمل بأن الجيش سيكون جزء أساسيا من اللعبة السياسية.
معركة الانتخابات لن تكون سهلة ولا يمكن حتى بالتزوير أن ينجح تيار الإسلام السياسى فى تحقيق نسبة كبيرة .....وستخلق خبرة بقايا الحزب الوطنى وحزب الوفد وجزء من المعارضة خريطة برلمانية مختلفة ....فالاستفتاء يختلف عن الإنتخابات ومن يملك القدرة المالية الكبيرة هما تيار الإسلام السياسى والحزب الوطنى القديم..وأغلب الظن ستتحكم الخبرة والأموال فى إدارة العملية الإنتخابية ولكنى أتوقع أن يفاجئنا الحزب الوطنى بتحقيق نسبة كبيرة ربما تصل 40% من مقاعد البرلمان وستأتى نسبة الإخوان 20 % فقط والسلفيين قد يحققوا نسبة 15 % بينما ستحقق جبهة الإنقاذ نسبة ال 25%.
وهذا معناه أن حزب الأكثرية سيكون هو الحزب الوطنى وهذه ستمثل مرحلة غامضة من الثورة حيث سيكون بإمكانه عقد تحالفات مع جبهة الإنقاذ فى مواجهة تحالف الإخوان مع السلفيين.. وربما تتغير اللعبة فيتحالف الوطنى مع الإخوان فى مواجهة السلفيين والإنقاذ ! ولكن فى كل الأحوال ستتقلص وتتحدد قوة تيار الإسلام السياسى وهى مرحلة يمكن البناء عليها ثوريا وسيكون أهم أهدافها وتحدياتها إسقاط الدستور الفاسد وبناء خطط تنمية حقيقية تراعى فقراء مصر وتقلص من البطالة وتفتح نوافذ الحرية وتحيل شعارات الثورة إلى واقع ملموس على الأرض.
-------------
*خبير إعلامى
. tarekart64@hotmail.com
رابط مختصر:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق