الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

يوم مع الشهداء


نشر في جريدة المشهد 18/12/2012 

يوم مع الشهداء ..فى ذكرى أحداث مجلس الوزراء أسر الشهداء لم ينسوا ولن يتركوا ثأرهم ..
والدة الشهيد مصطفى رآت فى منامها قتل أبنها ونزلت الى التحرير فى الواحدة صباحا لتجده مقتولا !
والدة الشهيد مصطفى حلمى : شهداء مجلس الوزراء أكثر من العدد المعلن بكثير وهناك جثث حرقت ودفنت .
فضوا إعتصام المصابين بالقوة وحرقوا الخيام والمصابين نيام ..وهناك شاب قيدوه محروقا وحيا وألقوا به فى النهر !

ما معنى كلمة المشير طنطاوى لم يصدر لنا أحد أمرا بقتل المتظاهرين

 

الشهيد جابر جيكا كان يبكى لأنه وجه اصدقائه للتصويت للرئيس مرسى !

شهداء مجلس الوزراء الشيخ عماد عفت وعلاء عبد الهادى ومصطفى حلمى كان إغتيالا مدبرا لدورهم القيادى فى الثورة !
أعداد شهداء الثورة المصرية أكبر بكثير من المعلن عنه وهناك عدد كبير تم حرقه ودفنه بعد إخفاء البطاقات وقيد مجهول !
أم شهيد تعرف على أجثة أبنها من أصبعه المصاب !
سميرة أبراهيم فى الميدان تواصل دورها النضالى وتكتب رواية توثق فيها الثورة وتؤكد الثورة ستنتصر .

تساقطت دموعى وبكيت كالأطفال وأنا أشاهد فيلمين تسجيليين يهزان  ضميرنا ..فيلما عن الشهيد عماد عفت وأخر عن الطالب الشاب د.علاء عبد الهادى من تأليف على عفيفى ....تتكشف فى الفيلمين مؤامرة المجلس العسكرى وتكريم الرئيس مرسى للمشير  وسط بركة من دماء ودموع الوطن وآهات الأمهات الثكالى !.. خرجت أتنفس بعض الهواء النقى فى ميدان التحرير بالصدفة مررت بوجه أحببته وأسرتى ومصر كلها ووضعناه فى قلوبنا تبجيلا وإفتخارا بشجاعة وبطولة نادرة ..كان وجه الفتاة الصعيدية السمراء سميرة إبراهيم التى كرمها العالم  كواحدة من أهم 100 شخصية أثرت فى ضمير العالم
تمثل تجسيدا للوجه القبيح لإدارة المجلس العسكرى للسلطة حيث جرت فضيحة ما سمى بكشوف العذرية.التى تعادل جريمة القتل قصد بها قتل إرادة نساء وفتيات مصر ومنع مشاركتهم الإيجابية فى الثورة ...لم يعاقب من قام بهذا الفعل الشائن .........كما لم يعاقب أحد على قتل المتظاهرين!فهمت أنها تواصل مشاركتها فى فعاليات الثورة ..لم ولن يستطع أحد ابدا أن يكسر أرادة المرأة المصرية التى أسقطها دستور الإخوان من حساباته ! سألت نفسى لماذا لم تتنفض تيارات الإسلام السياسى غضبا لما حدث لحرائر مصر ! .. .. فرحت بلقائها فرحة طفل بحلوى العيد أو كمعجب بنجمة سينمائية لامعة ..ألتقطت صورتين 

معها ...خفف لقائها من تأثير الفيلمين الموجع !وعرفت أنها تكتب رواية أدبية توثق فيها الثورة وما حدث لها وزميلاتها وتؤكد بكل تفاؤل الثورة ستنتصر ! ولكن سرعان ما حاصرتنى الأحزان حيث ألتقيت  والدة الشهيد مصطفى حلمى التى روت لى كيف أستشعرت قتل أبنها وأستيقظت من كابوس مخيف لتجرى إلى ميدان التحرير وتصعق بأن ما رآته فى منامها صحيحا قتلوا أبنها برصاصة فى الرأس فى النخاع الشوكى ...هو الله أذن ؟ كيف عرفت بموت أبنها ..يؤكد هذا أيضا صحة ما يرويه البعض عن رائحة المسك التى أنبعثت من جثث الشهداء فى الميادين وفى المشرحة ! الله موجود ويبارك تضحيات هذا الشعب أستشهدت بزوجها الذى أصابه قتل الأبن بهزال وإعتلال فى القلب ....روت لى والدة الشهيد مصطفى حلمى وكأنها لم تحكى لأحد من قبل حكت لى كيف هاجم الأمن المركزى أو الشرطة العسكرية وفضت أعتصام المصابين فى خيام الميدان وكيف أحترق شاب وهوونائم ولم يمت وكيف قيدوه وألقوا به فى نهر النيل ثم طفت جثته فوق المياه..وتعرفت أمه على جثته المشوهه فقط بسب أصابة فى إصبعه الصغير ..حكت لى كيف قتل جابرجيكا  سأله : الظابط أنت جابر ؟فأجابه نعم فأطلق النار عليه من مسافة عدة أمتار قريبة وأخذ يرقص فرحا بقتله بعدها !ثم أكدت لى أن جابر كان يبكى ندما على ترشيحه لمرسى وإقناعه لإصدقائه أن ينتخبوه قالت لى أنه قابل مرسى وطلب منه أن يعيد حقوق أصدقائه وزملائه الشهداء !قالت لى أن والده لم يقبل التعويض رغم أنهم فقراء ونحن أيضا لن نقبل بغير القصاص...أهالى الشهداء على إستعداد لدفع تعويضات مماثلة لتلك المعروضة عليهم من أجل تحقيق القصاص العادل !...أستمرت تحكى وتمزق حكاياتها أحشائى ..قالت لى هل تعلم أن عددا كبيرا من جثث الشهداء قيدت مجهول ودفنت !لو كنت تأتى للتحرير ستعرف أن الكثير من الأمهات الثكلى مازلن يأتين للميدان حاملين صورا لإبنائهن ويسألن المارة أذا ما كانوا قد شاهدوا أبنائهم أو يعرفوا مصيرهم !!كانت تحكى وكانت مشاهد من أفلام الشهداء تتابع أمام عينى حيث يؤكد أقارب الشهداء أن قتلهم كان نوعا من التصفية الجسدية المتعمدة بسبب نشاطهم ومحورية أدوراهم فى الثورة الشهيد الشيخ عماد عفت هو من أفتى بحرمة التصويت للفلول وربما كانت هذه الفتوى وراء إغتياله المتعمد كانت آرائه تصطدم مع فتاوى شيوخ السلطة كالمفتى وشيخ الأزهر اللذان أفتا بحرمة الخروج عن الحاكم وطلبا من المتظاهرين فى ثورة يناير بالعودة للمنازل !وهذا التناقض يفضحه الفيلم بوضوح ..يفضح فيلم علاء عبد الهادى أن سبب قتله هو دوره الفاعل فى الجامعة والميدان كما يكشف أنسانية الفتى الشاب وشهامته ويبدو أنها سمة مشتركة بين كل الشهداء الفيلم يفضح بجلاء دور المؤسسة العسكرية فى قتل وسحل المتظاهرين سواء فى ماسبيرو حيث تم هرس المتظاهرين بلا رحمة وفى أحداث مجلس الوزراء حيث تم إستهداف  المتظاهرين تتابعت اللقطات وسقوط القتلى وتعرية ست البنات ثم يخرج علينا المشير ليعلن أن أحدا  لم يصدر له الأمر بقتل المتظاهرين ؟؟؟ويلتقط الفيلم هذه العبارة ليعلق عليها كتابة من هو الذى له سلطة إصدار أمر للمجلس العسكرى ورئيسه المشير طنطاوى بقتل المتظاهرين ؟زلة لسان فاضحة ! يؤكد المشير أن المجلس العسكرى لم يطلق الرصاص على المتظاهرين ثم نرى لقطات لقيادات الشرطة العسكرية وهى تصوب وتقتل المتظاهرين !ثم يستمر الفضح بلقطات يكرم فيها الرئيس مرسى المشير طنطاوى ويمنحه قلادة النيل !
إستهداف عناصر محددة كان عملا مخططا هذا ما تكشفه الأفلام وكلام والدة الشهيد مطفى حلمى حيث تؤكد أن ابنها كان نشيطا جدا وكان يوجه زملائه ويقودهم ويدخل مستغلا بنيانه القوى ليحمل الجرحى وينقلهم بنفسه كانت تحكى عن الشهداء وكأنهم جميعا أبنائها وكانت تبكيهم وتسقط دموعها عليهم كما تسقط عندما تتحدث عن أبنها مصطفى ...قالت لى أن عدد شهداء هذا اليوم المشئوم كان كبيرا جدا ربما تخطى الخمسين شهيدا على الأقل ..كما ان  هناك شهداء أخرين فى الثورة لا نعرف عددهم قيدوا جميعا مجهولين بعد أن أخفوا بطاقات الشباب وقاموا بدفن هذه الجثث ومازالت أسر كثيرة  تبحث حتى الأن عن جثث ابنائها !....حقيقة لم أعد أحتمل... ولم يعد لدى مزيد من الدموع ..ولكن كان لديها هى الكثير من الدموع والقصص الأخرى ولكن بعد أكثر من ساعة كاملة لم أعد أحتمل ..كان الإستماع لها أشبه بسكاكين تنهش جسدك من الداخل !كان الله فى عون أسر الشهداء  أنهم  يتحملون آلاما لا قبل لبشر  بإحتمالها أو حتى بمجرد سماعها !
فالموت كما يقول الأبنودى ليس أن تموت ولكن ان يموت أبنك أمامك .
وسرت وحدى حزينا لا أقوى على الكلام فما جدوى الكلام ..ولكن حوارا مع الذات بدأ ..لن تهدأ نيران أهالى الشهداء أبدا لن ينجحوا فى تبريد الثورة وتتويه  وقتل القضية ..الثورة تسرى بقوة فى العروق ..لن ننسى الشهداء ولن ينسى أهل مصر ما حدث ..الإستقرار لن يحدث برفع الأجور أو إنتظام العمل أو بالدستورالإخوانى ! الإستقرار يتحقق فقط بالقصاص العادل وبتحقيق أهداف الثورة كاملة
الثورة بالفعل مستمرة .

 طارق عبد الفتاح 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق