الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

إغتيال الميدان!


إغتيال الميدان!

زار قنديل الميدان بعد إخلائه وكأنه قطعة من سيناء تم تحريرها مؤخرا ووضع علم وزارة الداخلية والإخوان عليها !!بعد أن مزق المتظاهرين أمام السفارة العلم الأمريكى ووضعوا مكانه علم القاعدة!
 هكذا قررت حكومة قنديل تحويل الميدان لمكان متحفى  يصعب التظاهر فيه !
من تداعيات الفيلم المسئ أيضا تلك  اللهجة الجديدة للإدارة الأمريكية حيث أعلن أوباما أن مصر ليست حليفا ولا عدوا ! ثم تبعته كلينتون بأن ثورات الربيع لم تتخلص من الديكتاتوريات ليحل محلها الغوغاء !ثم السخرية مما كتبه الشاطر على موقع تويتر بالانجليزية حيث أبدى إرتياحه لعدم إصابة أى أمريكى !شكره الأمريكان ولكنهم  طالبوه  أن يطالع موقعه العربى لأنهم يتابعون ما يكتبه بالعربى أيضا!
وهى إشارة ساخرة لإزدواجية خطاب جماعة الأخوان المسلمين مع المجتمع الدولى فما يقال دبلوماسيا يختلف مع ما يقال شعبيا !

ترددت الجماعة حول المشاركة فى مليونية نصرة الرسول وهذا إهتزاز ناتج عن محاولة الجمع بين نقيضين وهو إرضاء الجماهير الغاضبة و الإدارة الأمريكية فى وقت واحد !

إزدواجية الأخوان قديمة جدا رصدها أديبنا العبقرى نجيب محفوظ منذ أكثر من 50 عاما ! فكشف فى رواياته أن الأخوان يحدثون البسطاء بخطاب يختلف تماما عن خطابهم للمثقفين والساسة !

المشهد السياسى المصرى مرتبك بشدة  من أهم ملامحه عودة  القبضة الحديدية لوزارة الداخلية وعمليات قمع عنيفة لمتظاهرى السفارة وسحق للميدان فيما يشبه الإنتقام ! وفض إعتصامات بالقوة وإلقاء القبض على الكثيرين ! ومشروع مقدم من الداخلية لأخذ الأذن بالتظاهر قبلها بثلاثة أيام على أن يكون طالب المظاهرة يتمتع بالسمعة الحسنة !!
أخترقت إسرائيل حدودنا وقتلت أحد رجال الجماعات الجهادية!دون
رد فعل  !تراجع غامض فى الإعلان عن هوية قتلة جنودنا الستة عشر فى رفح !
سياستنا الخارجية مازلت تتبع أجندة مبارك !إقتصاديا نمر بإختناق !
حوادث تدل على عداء للمرأة والفنون والحريات ودستور يكتب بمنطق المغالبة !
 لن تموت الروح الثورية .. الشعب فى حالة من الأحباط أكبر بكثير من تلك التى سبقت ثورة 25 يناير .. وإغلاق وحصار ميدان التحرير ليس معناه موتا للثورة فالثورة ليست ميدانا واحدا !.. ستتحرك الثورة عبر شرايين الوطن لتتحول لموجات من الإعتصامات والإضرابات التى تتجمع فى النهاية لتكون الموجة الأكبر للثورة تماما كما حدث فى ثورة 25 يناير فالثورة لم تحدث فجأة ولكنها كانت جماع عشرات الإحتجاجات والأضرابات والإعتصامات ... هذا يتكرر بإيقاع أسرع الأن واللجوء للحل الأمنى فقط سيعجل بالثورة!.. سقطت أقنعة كثيرة وعبارات كثيرة صارت فاضحة مثل( النهضة طائر له جسم وجناحين )ولم يقل أنه سيبيض بيضا من ذهب ! بعدها مشروع النهضة مشروع( فكرى )! ولم نعرف من هو فكرى هذا !
مشروع ال 100 يوم ولا شىء بعد إنتهاء المائة يوم !
وقبلها  من يصوت ب (لا ) كافر ! و(لن ننافس على أغلبية مقاعد البرلمان )!(لن نقدم مرشحا رئاسيا!) ثم قدموا مرشحين أثنين !(رئيس الوزراء سيكون شخصية وطنية مستقلة )!لن نستحوذ ! لن نهيمن لأن نأخون ! لن لن !
وزير العدل يؤكد أن قانون الطوارئ ذكر بالقرأن الكريم ! وأن أهانة الرئيس تساوى القتل العمد ! ولا يحاسبه أحد على هذه التصريحات !

محطة الدستور هى أخر قناع بعدها سيخرج الشعب ليستكمل ثورته .
برنامج الإخوان لا يختلف عن برنامج الحزب الوطنى الإقتصادى فكلاهما يؤيد السوق الحر ولا مكان فى البرنامج  للفقراء أو العدل الإجتماعى !
وما فعلته الداخلية مؤخرا معناه أن لا مكان للحرية أيضا فى برنامجهم !
غياب  الحرية والعدالة الإجتماعية هما  وقود الثورة القادمة ...
...نريد إستقلالا للقرار الوطنى وعلاقات ندية مع أمريكا ودول العالم نطالب بحرية حقيقية وعيش وعدالة إجتماعية ..هذه أهداف الثورة لابد من قصاص عادل للشهداء وعلاج للمصابين بالمركز الطبى العالمى وبالخارج .

طارق عبد الفتاح
خبير إعلامى
tarek.expert@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق