نشرة في جريدة المشهد 29يوليو -4 أغسطس
الثورة فى أجازة !
صار الواقع أكثر درامية
من الفن ..ووضع الفنان فى مأزق ..الثورة وما تلاها من أحداث درامية عجيبة لم تستطع
كاميرا المسلسلات نقلها بأمانة ... الواقع
إيقاعه أسرع من قدرة الفنان وغرائبية الواقع أكبر من خيال أى كاتب أو مبدع .... لم
نرى للأسف وجوهنا ووجه الثورة المشرق فى دراما رمضان الإستهلاكية المكررة .
ربما يزيد ثواب الصائم
تحمله للحر الرهيب و لمسلسلات رديئة وبعيدة عن ضميره ووجدانه !
تنهال عليك الدراما
التليفزيونية من كل صوب وحدب حتى لو أختبأت تحاصرك وتلتف حول رقبتك وتتداخل
الأحداث وتتشابه عليك الأحداث! فقد قررصناع الدراما أن يستردوا مكانتهم التى
أفقدتهم الثورة أياها فأحتل مكانهم الساسة ونجوم التوك شو وأرجوزاته وفيما يشبه
الثورة الدرامية المضادة قرروا إسترداد البساط الذى سحب من تحت أقدامهم !
تبدو الثورة بسب الحر
والصيام والمسلسلات فى إجازة ! ولكنها إستراحة المحارب ! بعدها ستكمل مشوارها
المقدس .
لم أعثر على عمل يتناول
أسباب قيام الثورة ! أو مسلسلا يتناول حياة
الشهداء أمثال علاء عبد الهادى والشيخ عماد عفت واللواء البطران ومحمد محسن ومينا
دانيال أو عن بطولة أحمد حرارة الذى فقد عينيه من أجل الوطن ! هل حياة راقصة أهم
من تضحيات شهدائنا وأبطالنا !
عادل أمام يكرر نكاته
فى قصة تقوم بتلميع دور السفارة المصرية فى تل أبيب ! وكأن السفارة المصرية هناك
موجودة لتدمير دولة إسرائيل من الداخل ! يا سلام ! مسلسل يزيف الواقع وربما تم إنتاجه
إرضاء لنظام مبارك قبل سقوطه !
رجل الأعمال المتزوج من
أربعة نساء تكرار للحاج متولى وما هو المضمون المقدم ! ... اللهم أعنا على الحر
والصيام والمسلسلات الفاسدة ! موجة من الأكشن المصرى المستنسخ من الأكشن الأمريكى
! ضعف وإستسهال فى الكتابة .... هل تنتحر الدراما التليفزيونية قبل وصول الأخوان
للحكم ! المستوى المتردى يمنح رخصة للمتشددين دينيا للقضاء على حرية التعبير والإبداع
! سيسأل متشدد أين هو هذا الفن والأبداع الذى تبكون عليه !
لم تخلو مسلسلات رمضان
من الإسفاف.. يسأل الشاب إمرأة فى حفل
يدور فى ملهى أو ديسكو (هو الحفلة دى البوفيه فيها مفتوح ؟ فترد عليه المرأة كل
حاجة فى الحفلة دى (مفتوحه )!! وفى مسلسل أخر تنزعج الزوجة من كابوس ضرتها الذى أيقظها
من النوم وتنصحها أن تغطى ..(ظهرها ) قبل النوم ! ومشاهد رقص متكرر بلا مبرر !..وأحاديث
عن الفحولة الجنسية والفياجرا ! هل أنتهت قضايا الوطن والمواطن..لماذا لا نناقش
قضايا البطالة .الفقر . الغلاء ؟
لماذا لا نرى دراما عن سجناء
الرأى وآلام المصابين !
نريد عملا عن الثورة
وعن الفترة الأنتقالية .
هذه الأعمال لا ترى
فيها مصر الحقيقية مصر الحوارى والأزقة
والعشوائيات لا أجد فيها أبدا صورة مصرالشعبية ... بصعوبة ستجد عملا مخدوما مثل (نابليون
والمحروسة ) ترى فيه وجه الوطن فى مرحلة تاريخية هامة أو عملا ( كالبلطجى ) ولكن
المشكلة أن هذه الأعمال الجيدة تضيع وسط
أكوام من مسلسلات التفاهة والتغييب الدرامى المتعمد وتطل عليك وجوه غريبة وتتسأل أين
خريجى قسم التمثيل !ولماذا يحتل الساحة غير الدارسين وغير الموهوبين وهل ترشيح
الممثل مازال يخضع لمنطق الوساطة والمجاملة والسهرات وخلافه !
ثم تأتى صدمة تعيين
رئيس وزراء شغل منصب وزير الموارد المائية والرى لتزيد من الأحساس بالإغتراب .. لم
يفى الرئيس بتعهداته بإختيار رئيس وزراء مستقل !ترك د.البرادعى ود.حسام عيسى وكل
الأسماء التى تحظى بإجماع وطنى !يبدو أن الضغوط الأقوى على الرئيس لا تأتى من
المجلس العسكرى ولكنها تأتى من أعلى جبل المقطم !أتصور أن هذا القرار بداية
النهاية للرئيس والجماعة !
ما يحدث الأن سياسيا
ليس الإ حلقة ضعيفة وردئية التأليف ومازال أبطال المشهد السياسى قادرون على صياغة
باقى الحلقات ... الثورة مستمرة .. حتى وأن تعثرت فى حلقة او عدة حلقات لم يحسن
الأخوان كتابتها !
نهاية المسلسل ستكون
لصالح الجماهير العريضة التى لن ترضى بنهايات مزيفة .
الثورة هى الحل .
طارق عبد الفتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق