الخميس، 17 ديسمبر 2015

مصر مطالبة بحماية سد النهضة!


  نشر في جريدة الوفد  الخميس 17 أغسطس 2015

!مصر مطالبة بحماية سد النهضة                                     

  

أذا لم يتم إيقاف العمل خلال أسابيع في بناء سد النهضة الأثيوبي ستتعرض مصر لمزيد من الشح المائي وآثارا كارثية, تشمل تبوير آلاف الأفدنة وانخفاضا لمنسوب مياه النيل ,وعطشا شاملا للأرض والنبات والإنسان, أنتهي الاجتماع الثلاثي إلي لا شئ , وأثيوبيا تدير ملف سد النهضة بطريقة تشبه إدارة إيران لملفها النووي .! تمرير واستهلاك الوقت حتى تنتهي من المشروع الذي أنجزت منه نحو 65% ,ودهاء أثيوبي في تدويلها للمشروع فشركائها من أمريكا وفرنسا والنرويج وقطر وإسرائيل واستثمارات خليجية أخرى ، وشركاء سريين لا نعلم عنهم شيئا .!
يؤكد الخبير المائي د.نادر نور الدين أن ارتفاع السد المكمل لأكثر من 90م بسعة تخزينية 74 مليار متر مكعب, وحدث لأي سبب إنهيار لجزء منه سيؤدى لاندفاع مياه الخزان،وغرق السودان بعاصمتها الخرطوم إلي منسوب 9 متر وبقية المدن الواقعه شمالها وصولا للسد العالي ,فأذا كانت بحيرة ناصر ممتلئة بالماء فسينهار السد العالي وتغرق مصر حتي منطقة الجيزة,أما ذا كانت بحيرة ناصر فارغة فستغمرالمياه هذه المساحات والمناطق بمعدل مليار مترمكعب يومياً.!) 

يضيف د.احمد شحاتة أستاذ الدراسات الأفريقية جامعة القاهرة (أنه اذا لم نتدخل خلال أسابيع لإيقاف العمل بالمشروع لحين تقييم الموقف بالتفاوض أو بالتحرك دبلوماسيا لدي الدول المشاركة , وعلي مستوي دائرة حوض النيل والدائرة الأفريقية، سيكون أمامنا خيار التوجه للمؤسسات الدولية المعنيه وآخرها مجلس الأمن) ، وإذا تأخرت هذه المسارات ، فسنكون مطالبين دوليا بحماية سد النهضة .! كيف ؟ لأنه إذا حدث للسد بعض التصدع أو إنهيار جزء منه وهو ممتليء بالمياه سيؤدي إلى غرق أواسط السودان حتى مشارف الأراضى المصرية.!و أي خطأ سيؤدي إلي انهيار السد الجانبي، سيؤدي إلي أن يحول نهر النيل الأزرق مجراه واتجاهه ,أى أنه يمكن أن تفقد مصر والسودان وإثيوبيا مياه النهر المحتجزة أمام السد !
وهكذا بدلا من النيل نجاشي ....يصبح النيل مجاشي .! علما بأن السد الجانبي يشكل خطرا فعليا علينا وهو من النوع الركامي ويمكن انهياره إما بفعل تدفق المياه وعمليات النحت ، أو نتيجة لأحداث جيولوجية أو بشرية!
استمرار أثيوبيا في مخططها سيؤدي إلي : تعرض مصر والسودان لزيادة حالة الشح المائي، وتبوير ألاف الأفدنة وسيقل نصيب الفرد من مياه الشرب علما بأننا وصلنا إلي 90 مليون نسمة، أي أن احتياجات مصر المائية يجب أن تكون 90 مليار متر مكعب , ونحن يصلنا 55.5 مليار متر مكعب وبعد البدء في ملء الخزان خلال أسابيع ستتقلص حصتنا إلي 40 مليار متر.!مع جفاف الآبار الجوفية التي تتكون مياهها من تسرب مياه النيل .! كما قد يؤدي إلي تصدع البنايات نتيجة خلخلة التربة بفعل نقص المياه ,مع نقص وارتفاع في أسعار المحاصيل الزراعية, ونقص في الطاقة وسيكون علي مصر أن تشتري المياه من أثيوبيا التي تتحكم في 85 % من وارد المياه المصرية التي تأتي ألينا !وإذا لم يتوقف العمل بالمشروع ، فأن مصر ستجد نفسها مضطرة للاستسلام للإدارة المائية الإثيوبية، وتدبير أمورها المائية داخلياً ,و التضييق على مستخدمى المياه, وهنا سنكون بين كارثتين أن نتحمل مجاعة مائية قاتلة أو نتسبب في غرق السودان وعقابا دوليا تاليا ! السد يهدد وجودنا نفسه .! لابد من إيقاف سد الخراب الأثيوبي سريعا وبأي وسيلة, فأما أن نكون أو يكون السد ...تلك هي القضية .
طارق عبد الفتاح
خبير إعلامي
tarekart64@hotmail.com

ي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق