الأربعاء، 9 أبريل 2014

إصلاح ماسبيرو '1'

إصلاح ماسبيرو '1'
الأربعاء 9/4/2014 الساعة 12:13 صباحا
طارق عبد الفتاح
نظم الإعلاميان الكبيران مصطفي بكري ومحمود بكري ندوة هامة تحت عنوان 'نحو هدف مشترك من أجل مصر' مما حفزني لتقديم هذا البحث المتواضع الذي أكشف فيه بعض كواليس ماسبيرو ودوره في المرحلة الإنتقالية فتحرير أي شعب يبدأ بتحرير إعلامه.
اتحاد الإذاعة والتليفزيون رهين السلطة الحاكمة منذ نشأته.. وماكان يمكن قبوله في الستينيات لم يعد مقبولا أن يستمر بعد قيام ثورتين في مصر أو بعد قيام ثورة 25 يناير وموجتها الأعلي والمصححة لمسارها في 30 يونيو.. وبعد التصويت الغير المسبوق علي الدستور المصري بنسبة هي الأعلي في تاريخ الإستفتاءات المصرية علي الإطلاق.. أصبح لزاما إنشاء هيئة مستقلة من صفوة المثقفين والإعلاميين والمفكرين تتولي الإشراف علي كل جوانب العملية الإعلامية وتضمن استقلالها وتبعيتها لسلطة جديدة هي سلطة الشعب وإرادته.. ستكون الخطوة التالية الضرورية هي إعادة تشكيل وصياغة القوانين واللوائح المنظمة للعمل داخل ماسبيرو بما يتماشي مع تحقيق أهداف الثورة وتخليص ماسبيرو من القوانين والثغرات المقننة للفساد.. يلي ذلك بالضرورة مراجعة كل من تولي مناصب قيادية زمن مرسي والإخوان بقرارات من وزير الإعلام الإخواني الهارب صلاح عبد المقصود.. فهؤلاء جميعا تولوا مناصبهم ليس بدافع الخبرة ولا بالكفاءة ولكن فقط كونهم منتمين للتنظيم الإرهابي الدولي لعصابة الإخوان.
سيتبع ذلك عدة إجراءات لترتيب البيت من الداخل أهمها تغيير الأسس والمعايير التي علي أساسها يتم ترقية العاملين ووضعهم في مناصب قيادية وهي الأسس التي تهتم بالتقارير الأمنية ومدي طاعة وولاء الإعلامي للنظام الحاكم وهي المعايير التي ظلت سائدة زمن مبارك وما بعد مبارك وتغفل عوامل الكفاءة والخبرة والقدرة علي القيادة والابتكار.. هذه في تصوري البداية الأولي السليمة لتأسيس إعلام ينقل مصر من المرحلة الانتقالية إلي آفاق المستقبل ويكون تجسيدا لإرادة الشعب وثورته المجيدة علي أن يخضع الإعلام الخاص لإشراف ورقابة نفس الهيئة المستقلة للإعلام لضمان عدم انحرافه عن ميثاق شرف إعلامي يشمل الجميع.
هيئة مستقلة من كبار المثقفين:
مجلس الأمناء كان تجسيدا مزيفا لهذه الفكرة حيث ترأسه وزراء إعلام مبارك فانتفت فكرة الاستقلالية وكرس لتبعية الإعلام للنظام الحاكم ومن الضروري لضمان الفكرة وفاعليتها أن يختار مجلس الأمناء من خارج الاتحاد من شخصيات إعلامية بارزة ومفكرين ومثقفين وأساتذة جامعات متخصصين وخبراء في الإدارة والجوانب الاقتصادية والتسويقية والإنتاجية ليديروا عجلة ماسبيرو الخربة وهذا التحررالأول من سلطة النظام الحاكم السياسية سيتبعها بالضرورة تحرر من السلطة المالية والهيمنة الاقتصادية علي ماسبيرو بحيث يصل ماسبيرو بعد عدة سنوات إلي أن يصرف علي أنشطته وإنتاجه وأجور العاملين فيه دون معاونة من وزارة المالية وهذا بدوره يتطلب تفعيلا لقطاعات الإنتاج الدرامي المعطلة وللبرامج المبتكرة وتفعيل إدارات التسويق والإعلانات سيكون علي تلك الهيئة أيضا الإشراف علي الإعلام الخاص.
تحرير ماسبيرو من بقايا نظامي مبارك والإخوان:
أن بقاء عناصر نظامي مبارك والإخوان يمثل تهديدا حقيقيا لخارطة المستقبل وتهديدا للإعلام المصري كله.. والحقيقة أن تحرير الشعب المصري لن يتم إلاّ بتحرير إعلامه وطالما بقي في المناصب قيادات تدين بالولاء وبالمصلحة وبالطاعة لنظام مبارك الذي اختارت أجهزته الأمنية هذه القيادات ووضعتها في هذه المناصب.. وطالما استمر بقاء عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية في مناصبهم القيادية التي زرعهم فيها وزير الإعلام الإخواني الهارب صلاح عبد المقصود فلن تمر المرحلة الانتقالية بسلام وربما تشهد إنتكاسات.. فمن السهل إثارة التشكيك والتضليل والفزع والأكاذيب والتحريض ضد خارطة المستقبل عبر هذه العناصر.. وهذا ما حدث بالفعل بعد ثورة 30 يونيو حيث استمرت القيادات التي قام الإخوان بزرعهم في تضليل المشاهدين والإساءة للقوات المسلحة والشرطة وللثورة المصرية والسخرية من الشعب المصري واستغفاله باستضافة الفرز الثاني من جماعة الإخوان وإخفاء هويتهم الإخوانية حيث بدأوا في تنفيذ تعليمات التنظيم الدولي لعصابة الإخوان في إهانة القوات المسلحة وإشاعة جو من اليأس والإحباط والتشكيك في مستقبل مصر وخطوات المرحلة الانتقالية والحقيقة أن التهاون معهم مستمر بدرجات تقل وتزيد ولكن الخطير أنهم مازالوا في أماكنهم القيادية يقودون عملية التخريب بكل قوة.. وهنا لابد أن نسأل سؤالا مهما: مَن مِن مصلحته الإبقاء علي هذه العصابة الإرهابية وذيولها ليس فقط في ماسبيرو ولكن في كل أجهزة الإعلام المصري بل في كل مؤسسات الدولة.. فمواجهة الإرهارب يتحتم أن تكون شاملة ولا تقتصر علي المواجهة الأمنية فقط.
ونستكمل معكم هذا البحث في الأسبوع القادم إن شاء الله.
Tarekart6@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق