الجمعة، 3 يناير 2014

إعلام رجال الأعمال (2)

إعلام رجال الأعمال (2)

25-12-2013 | 11:13
 New  0 Google +0  0  0 
طارق عبد الفتاح
يتميز هذا اللون من الإعلام بغموض مصادر تمويله وإعتماده على تمويلات أجنبية فهناك صحف ومحطات تليفزيونية أستطاعت عند بدايتها الحصول على دعم أمريكى وأجنبى يصل لملايين الدولارات ..وبنظرة سريعة على هذه الوسائل الإعلامية ستجد أنها الأقل مناقشة للقضية الفلسطينية والأقل إدانة لمواقف أمريكا من مصر والدول العربية !
الإعلان مقدس فى هذا اللون من الإعلام وفترات قطع البرامج تطول وتتكرر ..ويغلب على القنوات والصحف أيضا الميل للإثارة لجذب مزيد من الإعلانات و إختلاق الإحداث أو خلقها من أجل زيادة المشاهدة وحصيلة الإعلانات فالربح هو المقدس الأول فى هذا اللون من الإعلام ! 
والذى يمكن بيعه فجأة لرجل أعمال أخر يحول توجهه كيفما شاء !
! والطريف أن ظاهرة النجم السينمائى أنتقلت بكل أمراضها إلى هذا اللون من الإعلام ..فمذيع القناة النجم تسخر له كل الأمكانات من تقارير ومداخلات وفرق إعداد لجمع المادة وأفضل الإستديوهات وهذا لا تجده فى البرامج الأخرى التى تقدم على نفس القناة..وسنجد أن كل قناة لها مذيع رئيسى واحد وباقى المذيعين يلعبون أدوارا ثانوية!
ومن آفات نجم التقديم أنه مع الوقت تحول لصاحب رأى وليس مجرد محاور أو مقدم برامج ..وطالت الفترات التى يقوم فيها بالحديث منفردا أمام الشاشة لدرجة أن بعض نجوم هذه القنوات يمكن أن يتحدثوا منفردين لساعات متصلة !وقد يكون هذا مقبولا من رجل فى حجم وخبرات وتاريخ وثقافة وعمر (محمد حسنين هيكل )  الذى يمثل هو نفسه عقدة نفسية وشخصية لأغلب هولاء الإعلاميين  ولكن أن تجلس بالساعات تستمع لصحفى متوسط و أحيانا محدود الثقافة وكأنه خطيب مسجد  أو ممثل يقدم لون المونودراما فى المسرح ! فهذا أمر صعب تقبله!
أجورهؤلاء تضاهى الأرقام الفلكية التى نسمعها عن أجور نجوم الكوميديا فى مصر مثلا ! وبعض المذيعين أصبحوا مشاركين فى رأسمال هذه القنوات والصحف الخاصة التى يكتبون فيها وبدأو منها رحلتهم الإعلامية ولكنهم الأن أصبحوا صناع وملاك هذه الصناعة والتجارة الخاص !أو بمعنى أدق أصبحوا رجال أعمال يستثمرون ملاينهم أو ملياراتهم فى مجال الإعلام !
والمضحك أن الرغبة فى التماهى لديهم مع نجوم السينما ربما دفعت بهم إلى وضع أفيشات ضخمة لصورهم كتبت عليها مواعيد برامجهم فى شوارع مصر ! والحقيقة أن المنتج السينمائى عندما يضع الأفيش لفيلم ما فهو يرغب فى إستدعاء أكبر عدد من الجمهور للذهاب لدور السينما حتى يحصد أعلى إيرادات..ولكن وضع أفيش لمقدم برامج تليفزيونى أمرغريب حقا ..فالمشاهد يجلس فى منزله يقلب بين القنوات ويولف قناته الخاصة من مجموع مشاهداته فى اليوم لهذه القنوات وهو لا يحتاج لدعوة لمشاهدة المذيع الفلانى ! فمشاهدة أفيش فى الشارع لن تجعل  المشاهد يفضل مقدم برامج على الأخر لمجرد صورة وجهه البهى ! والأغلب أن نرجسية عدد كبير من مقدمى هذه البرامج ورغبتهم فى التماهى مع نجوم السينما هى ما دعتهم إلى هذه الفكرة الساذجة لدرجة أن  مقدما ومالكا لأسهم فى محطة وجريدة أكتفى بوضع رموز لشخصيته مثل الشنب والنظارة وحملات البنطال ! وكأنه وصل لشهرة شارلى شابلن وأصبحت متعلقاته كقبعة وعصا شابلن  تدل عليه للعامة والخاصة !..ولكنه الزهووالنرجسية  وآليات صناعة هذا النوع من النجوم الإعلامية فى فترة سياسية إستثناية من تاريخ مصر توارى فيها نجوم الفن ليتقدم عليهم نجوم التوك شو والإعلام ورجال أعماله ! 
من المضحكات أيضا أن نجم كل قناة يحتل القناة الأولى فى محطته وأذا انتقل المشاهد  للقناة الثانية لنفس المحطة سيجده هو نفسه فى إعادة فى نفس الوقت لما يقدمه ! وهناك مقدم برامج يقدم برامجه على محطتين مختلفتين فى سابقة هى الأغرب فمن المتعارف عليه أن مقدم البرامج هو بمثابة علامة مميزة ولوجو للقناة  فأذا رأيته عرفت على الفور القناة ! ولكنها النرجسية والأستثمارات والأموال والفوضى الإعلامية الشاملة التى نعيشها فى ظل غياب دور حقيقى وتنويرى لتليفزيون الشعب(إفتراضا ) ماسبيرو .
خبير إعلامى 
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق