الاثنين، 18 مارس 2013

باى باى إخوان



نشر في جريدة المشهد
 17-23 مارس2013 
باى باى إخوان

بدأت بشاير السقوط النهائى للإخوان فقد نجحت أزهار مصر الفواحة من الإنتصار الساحق عليهم فى إنتخابات الجامعات !وهذا مؤشر لا يجب إهماله فالإخوان يهزمون وهم فى السلطة هزيمة فاضحة ! وهم يهزمون أيضا فى مواقع متعددة فالقضاء يرفض وصاية النائب المعين من قبل مرسى !والشرطة تقاوم أخونة الداخلية وتبدأ إضراباتها و تتصاعد حركة الإحتجاجات فى كل ربوع مصر.
فشلت  إدارة مرسى فى إعادة بناء جدار الخوف ! ولم يعد الشعب يخشى أحدا ...الإخوان يخسرون ويتخلى عنهم حلفاء الأمس فحزب النور نفض يديه منهم بسبب أنانيتهم وإستئثارهم بالسلطة .
سقطت الأقنعة ورأى رجل الشارع البسيط وجه الإخوان الحقيقى ! فقد قدموا أنفسهم طوال عقود مضت بأنهم جمعية خيرية ورجال دين أتقياء .. وعندما وصلوا للسلطة ظهر للجميع أن نظامهم لا مكان فيه للفقير وهو نظام رأسمالى قبيح لا يختلف عن نظام مبارك !بل أن عمليات التصالح الحالى مع رجال أعمال مبارك كشفت أن نظام الإخوان الإقتصادى إمتداد أصيل لنظام مبارك!
كما أن فكرة كونهم رجال دين أنكشفت أكثر فلا هم سنوا قانونا واحدا
فى طريق تطبيق الشريعة ولا هم أغلقوا بارا او ملها ليليا واحد بل أنهم قرروا التربح من الخمور برفع رسومها ! فلم يكن غريبا أن تقف دوللى شاهين بفستان أشبه بالمايوه البكينى الفاضح وإلى جوارها قيادات جماعة الإخوان بدعوى تنشيط السياحة ! هكذا وجدت تيارات سلفية متعددة نفسها فى موقف حرج أمام قواعدها اذا أستمرت فى تحالف مع جماعة أهدافها تحقيق مصالح سياسية خالصة ! يسقط الإخوان أيضا لسبب بالغ الأهمية فدعم أمريكا لهم مشروط بتحقيق توافق مجتمعى وإستقرار سياسى وهذا ما فشلت فيه إدارة الإخوان تماما !ولهذا فأن أمريكا قد أخذت قرارها برفع الدعم
الإقتصادى لنظام مرسى وهذا نذير بإقتراب رفع يدها عن نظام مرسى والبحث عن بدائل أخرى تحقق مصالح أمريكا وتنجح فى خلق إستقرار سياسى !
إدارة الإخوان للبلاد وضعت مصر ضمن أكثر الدول الفاشلة فى العالم وبترتيب مخزى ! ؟ الحل المطلوب هو ضرورة إزاحة الإخوان بالوسائل السلمية وبالضغط السياسى فكل يوم يمر يسقط شهداء جدد وتتفكك البلاد أكثر ويزداد الإحتقان أكثر .
دولة الميلشيات لن تنجح ..فالمصرى قديما وحديثا يرفض كل أشكال الوصاية عليه حتى لو أستترت بغطاء دينى ..المصريون أسقطوا جدار الخوف للأبد وخرجوا فى الشوارع يصنعون الغد وجماعة الإخوان تسير وفق أجندة ماضوية تسير عكس عقارب الساعة بينما العالم كله ومعه شباب الثورة يسيرون فى إتجاه المستقبل   ...رفض الإخوان ومقاومتهم وبداية التخلص منهم بدأت فى الجامعات ومستمرة فى مؤسسات الدولة وإشارات الجيش تشير إلى إنزعاج المؤسسة العسكرية مما يجرى فى البلاد وهى مؤسسة عريقة لم يصيبها داء الإخونة عبر عقود ممتدة ..وقد أطلقت المؤسسة عدة اجراس أنذار واضحة تشير إلى أنها ستكون درع للوطن وللمواطن وأن إنحيازها لن يكون للجماعة بل أن الشعب أذا أحتاجها سيجدها فى ثانية ..وهذا كله معناه بإختصار لمن يرى أن أيام الإخوان فى مصر أصبحت معدودة .
الذين يخشون تدخل الجيش هم الإخوان أنفسهم بدليل أن بدائلهم لغياب الداخلية كان قانون الضبطية القضائية وإستعداء المواطنيين على بعضهم البعض !لم يفكروا فى الجيش كبديل طبيعى لغياب الداخلية كما حدث مرات عديدة عبر تاريخ مصر ..البديل الأكثر أمنا لهم هو الميلشيات الخاصة !فالإخوان يخشون الإزاحة من الشعب وبحماية من الجيش  وهذا يكشف بكل جلاء أن الجيش المصرى نقى تماما من أى ميكروبات أخوانية وأنه درع للوطن وأنه أذا خير المواطن بين دولة الميلشيات المتأسلمة وبين حكم العسكر  فالأغلب أن الشعب سيختار حكم القوات المسلحة رغم تجاوزات المجلس العسكرى وسوء إدارته للبلاد فى الفترة الإنتقالية ولكن الحديث عن عودة الجيش يحتاج إلى مقال أخر .
الثورة مستمرة
طارق عبد الفتاح
tarekart64@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق